كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

وقال أبو تمام:
(أثافٍ كالخدودِ لطمنَ حُزناً ... ونؤيٌ مثلَ ما انفصمَ السوارُ)
ومما يجري مع ذلك القول في الشمعة، ومن أجود ما قيل فيها قول السري
(شفاؤها إن مرضت ضرب العنق ... )
وقول الآخر
(موقوفة بين حريق وغرق ... )
وقلت:
(كم قد جنيتُ اللهوَ من غصنهِ ... ما بين أنوارٍ وأنوار)
(من روضةٍ بللَ أعطافَها ... سقيطُ أنداءٍ وأمطارِ)
(وأوجهٍ تحسَبهُا أشمساً ... في ليلِ أصداغٍ وأطرار)
(وشققتْ عنها ستورَ الدُجى ... نارٌ على نارٍ على نارِ)
وقلت في السراج:
(وحيةٌ في رأسها دُرَة ... تعملُ في وجهِ الدُجى غَّره)
(وجنتها أكبرُ من رأسها ... فهيَ إذا أبصرتها عبره) ِ ...
(كم من مريبٍ أهتكت ستره ... وصيرتهُ في الورى شهره)
(يردفها أصفرُ في أصفر ... يقدمها أسودُ في حمره)
وقال السري في الكانون:
(وكأنما الكانونُ ألهبَ جمره ... أحداق أسدٍ يدرينَ أسودا)
(يسكو خدود الشربِ من نفحاتها ... قبل الكؤوس وحسنها توريدا)
وقلت في الكانون:
(وبركةٌ مترعة الأرجاء ... فارغةٌ من سبلِ الأنواءِ)
(يغسل فيها حلة الظلماء ... أقامت النارَ مقامَ الماءِ)
(نارٌ كوجهِ غادةٍ حسناءِ ... ترقصُ في مبدعة صفراء)
(والجمرُ في حلتهِ الحمراءِ ... مثل بنانٍ عُلّ بالحناء)
(وأسهمٌ تصبغُ بالدماءِ ... فهاكها ريحانةُ الشتاءِ)
(واشربْ عليها حلبَ الصهباءِ ... فشربُ صهباءَ على شقراءِ)
(يطرف عينَ البوسِ والضراء ... )

الصفحة 290