كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(حسنها في القدرِ إذ أقبلتُ ... وهي تحاكي سفطَ الجوهرِ)
(ويستنيرُ الشحمُ في لحمها ... كغرةٍ في فرسٍ أشقر)
(يا حسنَ باذنجانها إذ بدا ... أسمر وسطَ المرقِ الأحمر)
(كأنهَّ ماءُ خلوق جرى ... وجال فيه قطع العنبر)
وقال ابن الرومي في دجاجة:
(عظيمةُ الزّوْر بصدرٍ نهد ... أجريتُ منها في مجال العقد)
(مرهفت ذات شباً وحدَ ... لغيرِ ما دخل وغير حقد)
(بل رغبة فيها شبيه الزُهد ... )
وقلت في قدور على نار:
(كتبتُ أستعجل الندامى والنارُ تستعجل القدورا)
(وقد أتاني الغلامُ يسعى ... بأرغفٍ تشبهُ البدورا)
(وعندنا قهوةٌ شمولٌ ... لو قطعتْ صيرتْ شذورا)
(تكونُ قبلَ المزاج ناراً ... فانقلبتْ بالمزاج نورا)
(فانهض إلى سرعة إلينا ... ننثر على نفسِك السرورا)
وقال الشعبي ما رأيت فارساً أحسن من زبد على تمر، وأنشد لبعض الأعراب:
(ألا ليت لي خبزاً تسربلَ رائباً ... وخيلاً من البرني فرسانها زبدُ)
ومن عجيب ما ورى عن الأعراب في شهوة الطعام ما أخبرنا به أبو أحمد عن أبي بكر عن أبي حاتم عن الأصمعي عن جعفر بن سليمان قال لقيت اعرابياً فقلت هل لك في ثردة؟ فتنفس الصعداء ثم قال:
(واهاً على مجمومة ... وصحفةٍ مكتومة)
(بالدَّسم موْسُومة ... واللحم مغمومة)
(قد كملتْ عراقا ... وألحفت رقاقا)
(منقوشة الحواشي بطيبِ التماشي)

الصفحة 295