كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(بفلفلٍ وحمّص ... فكلْ هنيئاُ وارقص)
فأخذت بيده وذهبت إلى المنزل فأمرتهم فصنعوا ثردة كما وصف فلما قدمتها ارتعش طرباً ثم قال أي بأبي والله هذه المرقصة ثم وثب على رجليه فرقص ساعة وجلس فأكل أربعة أرغفة في ثردة وستة في السقي ثم قبل رأسي وقال بأبي أنت وأمي لك حاجة في بدونا؟ قلت تمضي، ثم قال أي والثردة والله ما دخلت الحضر إلا في طلبها ثم أنشأ يقول:
(عمرتُ بطناً لم يزلُ مصفرا ... لم يعرف الرُعفَ ولا المزدرا)
(حتى لقد أوجعت واللَّهِ ترى ... ما صنعتْ كفاي في جنب القرى)
وقال ابن خلّاد في خبز الأرز والملح:
(إذا الطابقُ المنصوبُ ألقى ثيابهُ ... وقدت جيوبُ الخبز شبرين في شبرِ)
(رغيف بملح طيّبِ النشر خلطة ... خوارجه تغنيك عن أرج العطر)
(عليهِ من الشونيزِ آثارُ كاتب ... وجلبابُ وَرَاق ينقطُ بالحبر)
(ومن سمسم قد زعفروهُ كأنهُ ... قراضةُ تبرٍ في لجينية غر)
وقال في الباقلاء:
(فلا تنسَ فضلَ الباقلاءِ فإنه ... من المنى قدوافي به الفضل في الزبر)
(إذا جعلوا فيه سذاباً ونعنعاً ... وجزءاً من الزَّيت المقدّس في الذَّكرِ)
(فما صدف العاج المغشي ظواهراً ... بطاشي أفرندٍ معقدةِ الخصر)
(بأحسن من مخضرة الغصن إذ بَدتْ ... بواكرُ منها في المجاسد والأرز)
ثم قال:
(ويا لك باذنجانة سابرية ... جلاها نسيمُ الليل ناثرة الفجر)
(فجاءَتْ بأثوابٍ الحداد مدلها ... بأذنابها العم المعقفة الخضر)
(وأكرم بهانياً إذا بر ثوبُها ... فأبدت لنا عن واضحِ الكَشح والصدرِ)
(فنجعلها شطرين نلقمُ شطرَها ... ونتبعهُ قبلَ الإساغةِ بالشطرِ)
وقال ابن الرومي في الهريسة:

الصفحة 296