كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(أيا هنتاهُ هل لك في هَريس ... بلحمانِ الفراخِ أو البطوطِ)
(أملّ الليلَ صانعها بضربٍ ... فجاء بها تمددُ كالخيوطِ)
(وبينَ يديك من مريٍ عتيق ... توارثهُ النبيطُ عن النبيط)
(أرانا حولَ صفحتها بُروكاً ... كما بركَ البعيرُ على الخبيط)
(فيالله من لقمٍ هُناكم ... تجاذب بالشجيج وبالغطيطِ)
وقال مسكين الدرامي في قدور على النار:
(كأنَ قدورَ قومي كلَ يوم ... قدورُ البرك ملبسة الجلالِ)
(كأنَ الموقدينَ لها جمالٌ ... طلاها الزَفتُ والقطران طالي)
(بأيديهم مغارفُ من حديدٍ ... نشبهها مغيرة الدوالي)
وقلت في هريسة:
(هريسةٌ بيضاءُ كافوريهْ ... في قصعةٍ صفراءَ ديناريه)
(للمرءِ فيها حمة مسكيه ... وللسلاءِ لمعةٌ تِبريه)
(تدورُ في مبيضةٍ فضّيه ... مثل السوارِ في يدِ الرُّوميه)
ومن عجيب ما قيل في قلة الطعام على المائدة ما أنشدناه أبو أحمد قال أنشدني نصر بن أحمد لنفسه:
(من حديثي أنَ ابنَ بكر دعاني ... لشقائي فليتهُ ما دعاني)
(غرَّني منهُ منظرٌ ولباسٌ ... وأثاثٌ ومجلسٌ وأوانِ)
(مجلسٌ كالجنانِ حسناً ولكنْ ... قبّحَ الجوعُ حسنَ تلك الجنان)
( ... فلعمري كان الخوانُ ولكنْ ... لم يكنْ ما يكونٌ فوقَ الخوان)
(وجفانٍ مثل الجوابي ولكن ليسَ فيهنَ ما يرى بالعيان)
(وغضار الألوان جاءتْ ولكنْ ... ليسَ فيها روائحُ الألوانِ)
(فإذا ما أدرتُ فيها بناني ... لم أجِدْ ما أمسهُ ببناني)

الصفحة 297