كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(إنني ما ضغٌ على غيرِ شئ ... غير صكِّ الأسنانِ بالأسنانِ)
(ترجعُ الكفُ وهي أفرغُ منها ... عندَ مدى لها فدأبي وشاني)
( ... لو تراني والجوعُ يضحك مني ... عند غسلي يديَّ بالأشنانِ)
(زادَ في السفرِ مسرفا مثلما ... أسرفَ عند الطعام بالنقصانِ)
(والغضاراتُ فارغاتٌ أتتنا ... وسقانا بالمترع الملآن)
(سكرة فوقَ جوعةٍ تركتني ... راحماً كلَ جائع سكرانِ)
وقلت في قريب منه:
(أتدعوني وتطعمني يسيراً وتسقيني الكثيرَ على اليسيرِ)
(فأصبح منك في يوم عسير ... فلا ينفكُ في يوم عسير)
(هما حرانِ من جُوع وسكرٍ ... فيا لك من سعير في سعيرِ)
(أقولُ وفي غضائره عظامٌ ... أتغرق من قدور أم قبورِ)
ومن جيد ما قيل أيضاً في ذم الدعوة قول أبي الحسن بن طباطبا وقد دعاه الكراريسي فقرب إليه مائدة عليها خيار وفي وسطها جامات عليها قطر ولم يصحبها بوارد فسماها مسيحية لأنها أشبهت موائد النصارى، وقدم سكباجة بعظام عارية فسماها شطر نجية، ثم قدم مضيرة في غضارة بيضاء فسماها معقدة لأن البياض لبس المعقدة وهي لا تمس الدهن والطيب، ثم قدم زير باجة بأطراف جدي صفراء لقلة زعفرانها فسماها عابدة لأن ألوان العباد صفر ثم قدم لوناً بقضبان محلولة فسماها قنبية ثم قدم لوناً بزبيب أسود فسماها موكبية ثم قلية بعظام الأضلاع فسماها حسكية لتشنج لحمها ثم قرب زعفرانية فسماها سلحية صفراء ثم قرب فالودذجة قليلة الزعفران والحلاوة فسماها صابونية ثم اعتل على الجماعة بأن ابنه عليل فحولهم من منزله إلى بستان قد طبق بالكراث وأحضرهم جرة منثلمة يمزجون منها شرابهم

الصفحة 298