كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

وإذا ضرب أحدهم الغائط نقلها معه وربط الأكار بحذائهم عجلة تحور عليهم خواراً شبيها بغناء فاطمة وكان اسمها فاطمة فقال:
(يا دعوةً مغبرةً قاتمة ... كأنها من سفر قادمَهْ)
(قد قدمَّوا فيها مسيحيةً ... أضحتْ على أسلافها نادمه)
(ثمَ بشطرنجية لم تزلْ ... أيدٍ وأيدٍ حولها حائمه)
(فلم نزلْ في لعبها ساعةً ... ثم نفضناها على قائمه)
(وبعدها معتدة أختها ... عابدة قائمة صائمه)
(في حجرها أطراف موؤدةٍ ... قد قتلتها أمُّها ظالمه)
(والقنبياتُ فلا تنسها ... فحيرتي في وصفِها دائمه)
(أقنبُ ما امتدَ في أصبعي ... أم حيةٌ في وسطها نائمه)
(والحسكياتُ فلا تنسَ في ... خندقها أوتادُها قائمه)
(والموكبياتُ بسلطانها ... قد تركتْ آنافنا راغمهِ)
(والسلحةُ الصفراءُ فاعجب بها ... إذ سلحتها أنفسٌ هائمه)
(وجام صابوينة بعدها ... فافخر بها إذ كانت الخاتمه)
(ظلَ الكراريسيُ مستعبراً ... من عصبةٍ في دارهِ طاعمه)
(وقالَ إنَ ابني عليلٌ ولي ... قيامةٌ من أجلهِ قائمه)
(وولوَلتْ داياتهُ حولهُ ... فليسَ إلا عبرةٌ ساجمه)
(وليسَ هذا لسوى كسرةٍ ... تكسرُ ما زالت له سالمه)
(وقد أكلناها فكم هيجتْ ... من لاطمٍ خداً ومن لاطمه)
(ثمَّ هَرَبنا نحوَ بستانهِ ... خوفاً من المنية العازمه)
(ظلنا لدى الكراثِ بلهوبه ... نلهوبه من زهرةٍ قائمه)

الصفحة 299