كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(وغاية اللطفِ ففي جرةٍ ... محطومةٍ صارتْ لنا حاطمَهْ)
(نبولُ فيها ثم نسقي بها ... يا لك من عارضةٍ لائمه)
(وعجلة تشدو بألحانها ... وكانت الكيَّسة الحازمة)
(فكانَ فيما أنشدتْ إذ شَدَتْ ... من ليَ من بعدك يا فاطمة)
(نشتم من أسمعنا صوتها ... وهي لنا من بعدهِ شاتمه)
(ظلّت تبكي شجو ما أبصرت ... من أمرنا وهي به عالمه)
(فلو ترانا وترى زادَنا ... حياً صادفت منا نعماً سائمه)
فلما سمعها الكراريسي حلف لا يدخل أبا الحسن ولا أحداً من أصحابه داره واتخذ دعوة ودعا قوماً من الشطرنجيين فقال أبو الحسن إنما دعاهم لينظروا في الشطرنجية التي كنا نفضناها على قائمة هل يمكن فيها من حيلة، وكتب إليه من وقته أبياتاً منها:
(طمعتَ يا أحمق في قمرِها ... لو أمكنَ القمرُ قمرناها)
(فإن أقاموها فما ذنبنا ... كنا على ذاك نفضناها)
ثم كتب إليه أبو الحسن:
(يا منْ دعاني أطال اللهُ عمرك لي ... ولا عدمتك من داع ومحتف)
(ما أنسَ لا أنسَ حتى الحشر مائدةً ... ظلنا لديك بها في أشغل الشغل)
(إذ أقبل الجديُ مكشوفاً ترائبهُ ... كأنهُ متمطٍ دائمُ الكسل)
(قد مدَ كلتا يديهِ لي فذكرني بيتاً ... تمثلتهُ من أحسنِ المثل)
(كأنهُ عاشقُ قد مدَ بسطتهُ ... يومَ الفراق إلى توديع مرتحل)
(وقد تمري بأطمار الرفاق لنا ... مثل الفقيرِ إذا مالاح في سمل)
(فليتَ شعري ماذا كانَ أنحله ... فصار إيمانهُ قولاً بلا عملِ)
(مددْت كفي فلم ترجعْ بفائدة ... كأنما وقعتْ منهُ على طللِ)
وأخذ أبو الحسن قوله شطرنجية من قول جحظة أظنه:
(قدَّم لي أعظمَ حوليةٍ ... قد طبختْ بالماء في بُرمته)

الصفحة 300