كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(لهُ داعٍ بمكةَ مشمعلٌ ... وآخرُ فُوقَ دارته ينادي)
(إلى رُدح من الشّيزى عليها ... لبابُ البرَ يلبكُ بالشهادِ)
لباب البر يعني النشا. وكان لعبد الله جفنة يأكل منها القائم والقاعد والراكب وقال رسول الله & (كنتُ أستظلُ بجفنةِ عبد الله بن جدعان في الهواجر) ومن النوادر في هذا ما أخبرنا به أبو أحمد عن رحاله قال سأل أعرابي عن رأيه في الفالوذ فقال والله لو أن موسى أتى فرعون بفالوذ لآمن به ولكنه أتاه بعصاه. ومن مصيب التشبيه فيه قول بعضهم:
(ولاطفه بالشّهدِ المخلّق وجهه ... وإن كانَ بالأطافِ غيرَ خليقِ)
(كأنَ اصفرارَ اللوزِ في جنباتهِ ... كواكبُ تبرٍ في سماءِ عقيقِ)
وقلت:
(حمراء في بيضاءَ فضية ... وظرف كافور وحشو الخلوقِ)
(يطوفُ الدُهن بأرجائه ... اطافةَ الدَمع بجفنِ المشوقِ)
(كأنما اللوزُ بحافاتهِ ... أنصاف دُرٍ ركبت في عقيقِ)
ومن المشهور قول ابن الرومي في اللوزينج:
(كأنما قرتَ جلايبيهُ ... من أعينِ القطرِ إذا قبّبا)
(مستكثفُ الحشوِ على أنه ... أرقُ جسماً من نسيمِ الصَّبا)
(يَدورُ بالنفحةِ في جامِه ... دوراً ترى الدُهن لهُ لولبا)
(لو أنه ثغرٌ لروميَّةٍ ... لكان منه الواضح الأشنبا)
وقلت في قطائف: (كثيفةُ الحشو ولكنها ... رقيقةُ الجلدِ هوانيه)
(رشتْ بماء الوردِ أعطافُها ... منشورة الطيَ ومطويه)

الصفحة 302