كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(كأنها من طيبِ أنفاسها ... قد سرقَتْ من نشرِ ماريه)
(جاءَتْ من السكر فضية ... وهي من الأدهان تبريه)
(قد وَهَبَ الليلُ لها بُردهُ ... وَوَهَبَ الخصبُ لها زيه)
وقلت في ذم الباذنجان:
(قرانا بقولاً إذ أنخنا ببابهِ ... فأصبحَ فينا ظالماً للبهائمِ)
(وقفنا عليهِ الركبَ نسأله القِرى ... ونحنُ على أعناقِ أغبر قاتمِ)
(فصامَ وصومُ الليلِ ليس بجائزٍ ... وإن جازَ في فقهِ اللئامِ الأشائمِ)
(أجازَ صيامَ الليلِ حينَ استفزَّهُ ... تعاورُ ضيفٍ في دُجى الليل عاثم)
(فبتنا أديمَ الليلِ نطوي على الطوى ... كأنا على غبراءَ من ظهرِ واشمِ)
(وأطعمنا لما مرقنا من الدُّجى ... دحاريجَ لا تنساقُ في حلقٍ طاعم)
(مُدَوّرَةًُ سودَ المتونِ كأنها ... خصى الزَّنج لاحت تحت فِيَش قوائمِ)
(فأبشارها تحكي بطون عقاربِ ... وأرؤسها تحكي أنوفَ محاجمِ)
وأخبرنا أبو أحمد حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا نصر قال قال الأصمعي قيل للفاخري أي التمر أجود؟ قال الجرد الفطس الذي كأن نواه ألسن الطير تضع الواحدة في فيك فتجد حلاوتها في كعبك يعنى الصيحاني تمر العلية. وأخبرنا أبو أحمد حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي حدثني عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال اجتمع أربعة رهط سروي ونجدي وحجازي وشامي فقالوا تعالوا نتناعت الطعام أية أطيب: قال الشامي إن أطيب الطعام ثريدة موسعة زيتاً تأخذ أدناها فيضرط عليك أقصاها تسمع لها وقيباً في الحنجرة كتقحم بنات المخاض في الخرف، قال السردي إن أطيب الطعام خبز بر في يوم قر على حمر عشر موسع سمناً وعسلا. فقال الحجازي أطيب الطعام خنس فطس بإهالة حمس يغيب فيها الضرس. فقال النجدي أطيب الطعام بكر سنمة مغتبطة نفسها

الصفحة 303