كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

غير ضمنة في غدة شبمة بشفار خدمه في قدور جذمه. ثم قال الشامي دعوني أنعت لكم الطعام إذا أكلت فابرك على ركبتيك وافتح فاك وأجحظ عينيك وامرح أصابعك وعظم لقمتك وأحتسب نفسك. قال عبد بن دينار ما سمعت ابن عمر حدث هذا الحديث قط فبلغ قول الشامي (واحتسب نفسك) إلا ضحك. وقلت في عصيدة:
(وعدتُ عصيدةً شقراءَ تحكي ... طرارَ الصبح في ثوبِ الظلامِ)
(تراها حينَ تبرزُ في ظلام ... كعرفِ الطرفِ في زمنٍ قتامِ)
(كذي دلٍ عليهِ مصفراتٌ ... يدلُ على المشوقِ المستهام)
(فما أن صبا قلبي إليها ... ومدّت نحوها عين اهتمامي)
(تقاصرَ دونها كفايَ حتى ... كأنَ الدبسَ علقَ بالغمام)
(فدونَ السمن أطرافُ العوالي ... ودونَ النار بادرةُ الحسامِ)
(أتلك عصيدةٌ أم طيفُ سلمى ... فليسَ يزورُ إلا في المنامِ)
وقلت في سكمة طرية:
(يقيضُ للمكتوب ماجرَ حتفه ... فجازَ بنا في الغيضِ شرَّ مجازِ)
(بعثنا إليه منسر الباز فانثني ... إلينا بظهرٍ مثل جؤجؤ بازِ)
(فأطفأ نيرانَ الطهاةِ كأنها ... سحابٌ يسحُّ الودقَ فوق عزازِ)
العزاز: الأرض الصلبة. وقال كشاجم في السمك:
(ومحجوبةٍ في البحرِ عن كلَ ناظرٍ ... ولكنها في حجبها تتحطفُ)
(أخذنا عليهنَ السبيلَ بأعينٍ ... راصد إلا أنها ليسَ تطرفُ)
(فجاءَ بها بيضَ المتونِ كأنها ... خناجرُ في إيمانِنا تتعطفُ)
أخبرنا أبو أحمد عن الصولي عن محمد بن القاسم عن الأصمعي قال دخلت على الرشيد وهو يأكل الفالوذ فقال يا أصمعي هل قالت العرب في هذا شيئاً؟ فقال يا أمير المؤمنين وأنى لها هذا ولكن قالت فيما دونه، قال وما وقالت؟ قال قال مُزرد

الصفحة 304