كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(فأرسلتْ من فم الابريق صافيةً ... كأنما أخذُها بالعينِ إغفاءُ)
وقوله:
(ثم لما مزَجوها ... وثَبَتْ وثْبَ الجرادِ)
(ثم لما شربُوها ... أخذَتْ أخذَ الرّقادِ)
ومن شعر المتقدمين قول الأخطل:
(أناخوا فجرُ شاصياتٍ كأنها ... رجالٌ من السودانِ لم يتسربلوا)
(لم يتسربلوا) تتميم حسن، والبيت من أحسن ما قيل في الزقاق:
(فقلت اصبحوني لا أبا لأبيكم ... وما وضعوا الأثقالَ إلا ليفعلوا)
(تدبُ دبيباً في العظام كأنهُ ... دبيبُ نمال في نقاً يتهيلُ)
أحسن ما قيل في خروج الخمر من المبزال قول أبي نواس:
(وخندريسٌ باكرت حانتها ... فودّجوا خصرها بمبزالِ)
(فسالَ عرقٌ على ترائبها ... كأنَ مجراهُ فتلُ خلخالِ)
وقال ابن المعتز:
(تخرج من دنَّها وقد حدبت ... مثل هلالٍ بدا بتقويس)
وقوله (بدا بتقويس) فضل لا يحتاج إليه لأن الهلال لا يبدو إلا بتقويس. وقال:
(جاءتك من بيتِ خمارٍ بطينتها ... صفراء مثل شعاعِ الشمسِ تتقدُ)
(فأرسلتْ من فم الإبريق فانبعثت ... مثل اللسانِ بدا واستمسك الجسدُ)
إلا أن هذا في وصفها جارية من فم الإبريق، وقال في المعنى الأول:
(سعى إلى الدَنَ بالمبزال يبقره ... ساق توشح بالمنديل حينَ وثب)
(لما وجاها بَدتْ صفراء صافية ... كأنَّه قدَّ سيراً من أديم ذهب)
وقلت:
(قد بزل الدَنَ فقومي انظري ... زنجيةً تفتلُ خلخالا)
(واسقنيها واشربي واطربي ... وجرّري في الهواء أذيالا)
(تنعمي ما أسطعتِ واستمتعي ... إنَّ وراءَ المرءِ أهوالا)

الصفحة 313