كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

ومن جيد ما قيل في مبادرة اللذات قول أحمد بن أبي فنن:
(جَدَّدِ اللذاتِ فاليوم جديد ... وامض فيما تشتهي كيفَ تريدُ)
(اله إن أمكنَ يوم صالح ... إنَّ يومَ الشربِ لا كان عتيدُ)
وقال ديك الجن:
(تمتع من الدُنيا فأنك فإنك ... وإنك في أيدي الحوادثِ عاني)
(ولا تنظرن اليوم لهوا في غد ... ومن لغدٍ من حادث بأمان) ِ ...
(فإني رأيتُ الدَهرَ يسرعُ بالفتى ... وينقله حالينِ يختلفان)
(فأما الذي يمضي فأحلامُ نائم ... وأما الذي يبقى له فأماني)
ونحوه قول عمران بن حطان:
(يأسفُ المرء على ما فاتهُ ... من لباناتٍ إذا لم يقضها)
(وتراهُ فرحاً مستبشراً ... بالتي أمضى كأنْ لم يمضها)
(عجباً من فرح النفسِ بها ... بعدَ ما قد خرجتْ من قبضها) ِ ...
(إنها عندي أحلام الكرى ... لقريب بعضها من بعضها)
وقال ابن المعتز:
(وبادر بأيام السرورِ فإنها ... سراعٌ وأيامُ الهموم بطاءُ)
(وخَلَ عتابَ الحادثاتِ لوجهها ... فإنَ عتابَ الحادثاتِ عناءُ)
(تعالَوا فسقوا أنفساً قبل موتها ... ليالي ليأتي ما وهنَ وراءُ)
ونحر عجير السلولي جمله لأصحابه وجعل يشرب معهم ويقول:
(عللاني إنما الدُنيا عللْ ... واتركاني من عتاب وعذلْ)
(وانشلا ما اغبرَّ من قدريكما ... واسقياني أبعد اللهُ الجمل)

الصفحة 315