كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

وكان ابن عائشة ينشد:
(لما رأيتُ الحظّ حظَّ الجاهلِ ... ولم أرَ المغبونَ غيرَ العاقلِ)
(رحلت عنا من كروم بابل ... فبتُّ من عقلي على مراحلِ)
وقال غيره في نبيذ الدبس:
(علني أحمد من الدوشاب ... شربة نفضت سوادَ الشبابِ)
(لو تراني وفي يدي قدحُ الدو ... شابِ أبصرتَ بازياً في غرابِ)
وقال بعضهم في كيزان الفقاع:
(لستُ بناف خمار مخمور ... إلا بصافي الشرابِ مقرورِ)
(يطيرُ عن رأسهِ القناع إذا ... نفست عنه خناق مزرور)
(يميلُ أعلاهُ وهو منتصبٌ ... كأنهُ صولجانٌ بللورِ)
وقلت:
(أبيض في أحشاء خضر كأنها ... قصارُ رجال في المسول قعود)
وقال بعضهم في الطنبور:
(مخطفُ الخصرِ أجوفُ ... جيدهُ نصفُ سائره)
(أنطقتهُ يدا فتى ... فاتنِ اللحظ ساهره)
(فحكى عن ضميرهِ ... ما جرى في خواطره)
وقال آخر في المعزفة:
(معلنةُ الأوتارِ صخابةٌ ... لها حنينٌ كحنينِ الغريبِ)
(مكسوةٌ أحشاؤها حُلةً ... بيضاءَ من جلدِ غزالٍ ربيب)
(كأنما تسعةُ أوتاره ... نصبنَ أشراكاً لصيد القلوب)

الصفحة 331