كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(ولاحت لساربها الثريا كأنها ... على الأفق الغربيّ قرطٌ مسلسلُ)
أخذه ابن الرومي فقال:
(طيبٌ طعمهُ إذا ذُقتَ فاهُ ... والثريا في جانبِ الغربِ قُرِطُ)
وقد قصر عن الأول أيضاً، ومثله قول أبي فضلة:
(وتأملتُ الثريا ... في طلوع ومغيبِ)
(فتخيرتُ لها التشيبهَ ... بالمعنى المصيبِ)
(فهي كأسٌ في شروقٍ ... وهي قرطٌ في غروب)
وقلت:
(شربنا والنجومُ مغفراتٌ ... تمرُّ كما تصدّعتِ الزّحُوفُ)
(وقد أصغت إلى الغرب الثريا ... دنو الدلو يسلمها الضعيفُ)
وأجود ما قال محدث عندي قول بعضهم:
(كأنَ الثريا هودَجٌ فوقَ ناقةٍ ... يسيرُ بها حادٍ من الليل مزعج)
(وقد لمعتْ بينَ النجومِ كأنها ... قواريرُ فيها زئبقٌ يترجرج)
وتروى لابن المعتز، وفي ألفاظ البيتين زيادة على معناهما، وقال مخلد الموصلي:
(وترى النجوم المشرقات ... كأنها دررٌ العصابة)
(وترى الثريا وسطها ... وكأنه زردٌ الذؤابه)
وزرد الذؤابة يشبه نجومها وتأليفه يشبه تأليفها فهو تشبيه مصيب. وقال ابن المعتز:
(فناولِنيها والثرّيا كأنهّا ... جنى نرجسٍ حيّا الندامى بهِ السّاقي)
قالوا لو قال باقة نرجس كأن أتم، فقلت:
(أراعي نجومَ الليل وهي كأنها ... نواظرُ ترنو من براقع سندسِ)
(كأنَ الثريا فيهِ باقةُ نرجس ... وما حولها منهنَ طاقاتُ نرجسِ)

الصفحة 335