كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

وأنشدني بعض العمال:
(رُب ليلٍ قطعتهُ بفنون ... من غناءٍ وقهوة ومجونِ)
(والثريا كنسوةٍ خفراتٍ ... قد تجمعنَ للحديثِ المصون)
وقد أحسن وأطرف. وقد أصابَ القائل بعض وصفها في قوله
(كأن الثريا حلة النور منخل ... )
وقال المعتز:
(ألا فاسقنيها والظلامُ مقوّض ... وخيلُ الدُجى نحو المغارب تركضُ)
(كأنَ الثريا في أواخرِ ليلها ... تفتحُ نَور أو لجامٌ مفضضُ)
وشبهت بالقدم، قال ابن المعتز:
(قمْ يا نديمي نصطبحْ بسوادِ ... قد كاد يبدو الصبحُ أو هو بادِ)
(وأرى الثريا في السماءِ كأنها ... قَدَمٌ تبدَّتْ في ثيابِ حدادِ)
وقلت:
(كأنَ نهوضَ النجمِ والأفقُ أخضرُ ... تبلجُ ثغرٍ تحتَ خضرةِ شاربِ)
وقلت:
(تلوحُ الثريا والظلامُ مقطبٌ ... فيضحكُ منها عن أغرَّ مفلجِ)
(تسيرُ وراءً والهلالُ أمامها ... كما أومأتْ كفٌ إلى نصفِ دملجِ)
وقلت:
(شمسٌ هَوَتْ وهلالُ الأفق يتبعها ... كأنها سافرٌ قدّام منتقبِ)
(تبدو الثريا وأمرُ الليلِ مجتمعٌ ... كأنها عَقَربٌ مقطوعةُ الذنبِ)
وأحسن ما قيل فيها عند طلوع الفجر قول الآخر:
(وكأنَ الصبحَ لما لاحَ من تحتِ الثريا) ِ ...
(ملكٌ أقبلَ في التاج ... يُفدّى ويُحيا)
وقلت:
(وبالثريا أثرُ الخمودِ ... كالنارِ لا تسعفُ بالوقودِ)
(في أنجمٍ كربربٍ في بِيْدٍ ... يلوحُ في التصويبِ والتصعيدِ)
(كشرَفاتِ فَدَنٍ مشيَّد ... )
وقلت:
(قمْ بنا نطردُ الهمومَ بكأسٍ ... والثريا لمفرقِ الليل تاجُ)
(وقد انجرت اجرت المجرةُ فيهِ ... كسبيبٍ يمدهُ نساجُ)

الصفحة 336