كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

وقد استحسن قول العلوي الأصفهاني فيها:
(وتلوحُ لي الجوزاءُ سكرَى كلما ... ناءتْ بها الجرباءُ كادتْ تنثني)
(ونطاقُها متراصفٌ في نظمهِ ... فكأنما انتطقت بقطعه جوشن)
الجرباء اسم للسماء، وفي ألفاظها تكلف كما ترى والمعنى جيد. وقلت:
(وليلٍ أسود الجلبابِ داجٍ ... كفرع الخودِ أو عينِ الغزالِ)
(كأنَ كواكبَ الجوزاءِ فيه ... زميلةٌ مفجرّة البُزالِ)
(تميسُ بالحلي قُرط الثريا ... إذا انخفضتْ وتوّج بالهلال)
(ركبتُ صدورهُ وتركتُ خيلي ... توالي تحتَ أنجمهِ التوالي)
(ويخبطنَ الصباحَ إذا تبدّى ... كما يكرعنَ في الماءِ الزُّلالِ)
ومن ظريف ما قيل في الشعري قول عبد العزيز بن عبد الله بن طاهر:
(أقولُ لما هاجَ شوقُ الذَّكرى ... واعترضتْ وسطَ السماءِ الشِّعرى)
(كأنها ياقوتةٌ في مِدرى ... ما أطولَ الليلَ بسرَ مري)
وقد أكثروا من وصفها بالعبر وأخذوا ذلك من اسمها وهو العبور. أحسن ما قيل في سهيل وبعده من الكواكب قول بعضهم:
(ولاحَ سهيلٌ من بيعدٍ كأنهُ ... شهابٌ ينحيه عن الرُّمح قابسُ)
وقال ابن المعتز:
(وقد لاحَ للساري سهيلٌ كأنهُ ... على كلَ نجم في السماء رقيبُ)
وأجود ما قيل في خفقانه واضطرابه قول جِران العود:
(أراقبُ لمحاً من سهيلٍ كأنهُ ... إذا ما بدا من آخرِ الليلِ مطرفُ)
وقلت:
(وبسهيل رعدةُ المزؤودِ ... وهو من الأنجمِ في محيدِ)
(حلَ محلَ الرَّجلِ الطريدِ ... )

الصفحة 338