كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

وقال ابن طباطبا في المعنى الأول:
(كأنَّ سهيلاً والنجومُ أمامهُ ... يعارضُها راعٍ أمام قطيعِ)
أجود ما قيل في النسر الواقع قول الحماني:
(وركب ثلاث كالأثافي تعاوروا ... دُجى الليل حتة أو مضت سنة البدر)
(إذا اجتمعوا سميتهم باسم زاحد ... وإن فرقوا لم يعرفوا آخرَ الدهرَ)
وهو من اللغز المليح. ومن جيد ما قيل في الفرقدين قول ابن المعتز:
(ورنا إلىَ الفرقدان كما رَنت ... رزقاءُ تنظرُ من نقابٍ أسودِ)
وفي المجرة قول بعضهم:
(كأنَ المجرّةَ جدولُ ماءٍ ... نورُ الأقاحِ في جانبيه)
وقال ابن طباطبا:
(مجرَّةُ كالماءِ إذ ترقرقا ... شقتْ بها الظلماءُ بُرداً أزرقا)
(لباسُ ثكلى وشيها المشققا)
ونقله إلى موضع آخر فقال:
(كأنَ التي حولَ المجرَّة أوردتْ ... لتكرعَ في ماءٍ هناك صبيبِ)
فوجدته متكلفاً جداً فقلت في معناه:
(ليلٌ كما نفضَ الغرابُ جناحهُ ... متبقع الأعلى بهيم الأسفلِ)
(تبدو الكواكبُ من فنون ظلامهِ ... لمع الأسنة من فتوق القسطلِ)
(وترى الكواكبَ في المجرَّة شُرَّعاً ... مثلَ الظِّباء كوارعاً في جدولَ)
وقلت
(تبدو المجرّة منجرٌّ ذوائبُها ... كالماءِ ينساح أو كالاّيم ينسابُ)
(وزهرةٍ بإزاء البدرِ واقفةِ ... كأنه غرض ينحوه نشّابُ)
أغرب ما قيل في صفة الهلال من الشعر القديم قول الأعرابي:
(كأنَ ابنَ مزنتهِ جانحاً ... قسيطٌ لدى الأفقِ من خنصرِ)
أي كأن ابن مرنته وهو الهلال لدى الأفق قسيط من خنصر والقسيط القلامة

الصفحة 339