كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(نبيتُ نراعي الليلَ نرجو نفادهُ ... وليس لليلِ العاشقينَ نفاد)
وقال:
(خليليَ ما بالُ الدُجى لا تزحزحُ ... وما بال ضوءِ الصبحِ لا يتوضحُ)
(كأن الدجى زادت وما زادت الدُجى ... ولكنْ أطالَ الليلَ همٌ مبرِّحُ)
وقال ديك الجن:
(من نامَ لم يدرِ طالَ الليلُ أم قصرا ... ما يَعرفِ الليلَ إلاّ عاشقٌ سهرا)
وقد أجاد ابن طباطبا العلوي القول في طول الليل وهو:
(كأنَ نجومَ الليل سارَتْ نهارها ... ووافتْ عشاءً وهي أنضاءُ أسفارِ)
(فخيمنَ حتى تستريحَ ركابها ... فلا فلكٌ جار ولا فلكٌ ساري)
وذكر خالد الكاتب أنه ليس يدري أطال ليله أم قصر لتحيره وتبلده فقال:
(لستُ أدري أطال ليلي أم لا ... كيف يدري بذاك من يتقلى)
(لو تفرغتُ لاستطالةِ ليلي ... ولرعي النجومِ كنتُ مخلى)
وتبعه أبو بكر الصولي فقال:
(وطولتُ ليلي لو دَرَيتُ بطولهِ ... ولكنه يمضي لما بي ولا أدري)
وقال بشار:
(طالَ هذا الليلُ بلْ طالَ السهرْ ... ولقد أعرفُ ليلي بالقصَرْ)
(لم يطلْ حتى دهاني بالهوى ... ناعمُ الأطرافِ فتانُ النظر)
(فكأنَ الهجرَ شخصٌ ماثلٌ ... كلما أبصرهُ النومُ نفر)
وقلت:
(صيّرني البينُ عرضة الحين ... لا أربحَ اللَّهُ صفقةَ البينِ)
(قد طالَ يومي وليلتي بهمُ ... لما يزالا بهمْ قَصيرَينِ)
(كانَ قليلاً لديَّ مكثهما ... فكنتُ أدعوهما الجديديْنِ)
(فطال بعدَ الحبيبِ لبثهما ... فصرتُ أدعوهما عتيقينِ)

الصفحة 350