كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(وليلٍ لم يقصرهُ رقاد ... وقصّره لنا وصلُ الحبيبِ)
(نعيم الحبَ أورقَ فيه حتى ... تناولنا جناهُ من قريبِ)
(بمجلس لذةٍ لم نقوَ فيه ... على الشكوى ولا عدَ الذُّنوبِ)
(بخلنا أن نقطعهُ بلفظٍ ... فترجمت العيونُ عن القلوبِ)
(فقلت له زدني فما رأيت أظرف منك شعراً، فقال أما من هذا فحسبك ولكن غيره وأنشدني:
(وكنتُ إذا علقتُ حبالَ قومٍ ... صحبتهمُ وشيمتيَ الوفاءُ)
(فأحسنُ حينَ يحسنُ محسنوهم ... وأجتنب الإساءةَ إنْ أساؤا)
(أشاء سوى مشيئتهم فآنى ... مشيئتهم وأترك ما أشاءُ)
وأنشدنا عن محمد بن يزيد:
(للهِ ليلتنا بجوَ سويقةٍ ... والعيشُ غضٌ والزمانُ غريرُ)
(طابتْ فقصرَ طيبها أيامها ... فكأنما فيها السنونُ شهور)
وأنشدنا عن عون بن محمد بن إسحاق الموصلي:
(ظللنا في جوارِ أبي الجناب ... بيوم مثل سالفة الذبابِ)
(يقصره لنا شغفُ التلاقي ... ويوم فراقنا يوم الحساب)
أخبرنا عنه عن محمد بن الحسن أبي الحسن العتابي عن عيسى بن إسماعيل قال سمعت الأصمعي يقول قرأت على خلف شعر جرير فلما بلغت إلى قوله:
(ويومٍ كإبهامِ القطاهِ محبب ... إليَّ هواهُ غالبٌ لي باطله)
(رزقنا به الصيد العزيز ولم نكن ... كمنْ نبله محرومةٌ وحبائله)
(فيالك يوم خيره قبلَ شرِّه ... تغيبَ واشيه وأقصرَ عاذله)

الصفحة 352