كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

وقال الشمردل بن شريك:
(ولاحَ ضوءُ الصبحِ فاستبينا ... كما أرتْنا المفرق الدهينا)
وقال التنوخي:
(والثريا كلواءٍ ... خافق من فوقِ مرقبِ)
(وبدا الفجرُ كسيفٍ ... في يدِ الجوزاءِ مذهب)
وقلت:
(أديرا عليّ الكأسَ والليلُ راحلُ ... وفي إثره للصبح بلقٌ شوائلُ)
(ترفع عنه منكبُ الليل فانجلى ... كما ابتسمت ليماءُ والسترُ مائل)
وقال التنوخي:
(وبدا الصبح كالحسام علاه ... علق فوقَ شفرتيهِ متاع)
وقال:
(أسامره والليل أسود أورق ... إلى أن جلا الإصباح عن أشقر وردِ)
(تبسم محمرّاً خلال سواده ... تبسمَ وردِ الخدَ في الصدغ الجعد)
ومن حسن الاستعارة في الشفق قول ابن المعتز:
(ساروا وقد خضعتْ شمسُ الأصيلِ لهم ... حتى توقدَ في جنح الدُجى الشفقُ)
(لحاجةٍ لم أضاجع دونها وَسَناً ... وربما جرَ أسبابَ الكرى الأرقُ)
وأبرع بيت قيل في الصبح من شعر المحدثين قول ابن المعتز:
(والصبحُ يتلو المشتري فكأنه ... عُريانُ يمشي في الدُجى بسراجِ)
والناس يظنون أنه ابتدأه وابتكره وإنما أخذه من قول ابن هرمة في وصف السحاب والبرق:
(تؤام الودق كالزاحف ... يزجي خلف اطلاح)
(صدوق البرقِ كالسكران ... يمشي خلف الصاحي)
(كأنَ العازفَ الحنى ... أوْ أصواتَ نواح)
(على أرجائهِ والبرق ... يهديه بمصباح)
وهذا البيت مضطرب الرصف مضمن لا خير فيه والمعنى بارد.

الصفحة 358