كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 27
المتخلق به جامعا لانتهاء كل خلق وكمال أمر فلذلك ( صلى الله عليه وسلم ) قثم الكون وهو الجامع الكامل. ولذلك كان خاتما ، وكان كتابه ختما ، وبدأ المعاد من حد ظهوره ، إنه هو يبدئ ، ويعيد ، فاستوفى صلاح هذه الجوامع الثلاث التي قد خلت في الأولين بداياتها وتمت عنده نهاياتها " بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " رواه أحمد عن معاذ رضي الله عنه رفعه ، وهي صلاح الدنيا والدين والمعاد التي جمعها في قوله ( صلى الله عليه وسلم ) فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، أصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي " وفي كل صلاح إقدام وأحجام فتصير الثلاثة الجوامع ستة مفصلات هي حروف القرآن الستة التي لم يبرح يستزيدها من ربه حرفا حرفا ، فلما استوفى الستة وهبه ربه حرفا جامعا سابعا فردا لا زوج له ن فتم إنزاله على سبعة أحرف .
فأدنى تلك الحروف هو حرف إصلاح الدنيا ، فلها حرفان ، أحدهما : حرف الحرام الذي لا تصلح النفس والبدن إلا بالتطهير منه لبعدهع عن تقويمها ، والثاني حرف الحلال الذي تصلح النفس والبدن عليه لموافقته لتقويمها ، وأصل هذين الحرفين في التوراة ، وتمامهما في القرآن .
ثم يلي هذين حرفا صلاح المعاد : أحدهما حرف الزجر والنهي التي لا تصلح الآخرة إلا بالتطهير منه لبعده عن حسناها ، والثاني حرف الأمر الذي تصلح الآخرة عليه لتقاضيه بحسناها ، وقد يتضرر على ذلك حال الدنيا ، لأنه يأتي على كثير من حلالها لوجوب إيثار الآخرة لبقائها ىوكليتها على الدنيا لفنائها وجزئيتها ، لكون خير الدنيا جزءاَ

الصفحة 27