كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 543
القرآن
77 ( ) واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ( ) 7
[ البقرة : 281 ] قال : زعموا أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مكث بعدها تسع ليال وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين - انتهى .
ولا مخالفة لأنها من آية الربا والدين .
وروى الحديث أبو عمرو الداني في كتاب ( البيان في عدد آي القرآن ) وقال فيه : ( قال الملك : اجعلها على رأس ثمانين ومائتين من البقرة ) .
ولما كان من المعلوم أنه لا يدفعه حجة كان التقدير : فامتثلوا ما أمرتم به واجتنبوا ما نهيتم عنه ، فعطف عليه تخويفاً من يوم العرض عليه والمجازاة بين يديه فقال - وقال الحرالي : لما أنهي الخطاب بأمر الدين وعلنه وأمر الآخرة على وجوهها وإظهار حكمتها المرتبطة بأمر الدنيا وبين أمر الإنفاق والربا الذي هو غاية أمر الدين والدنيا في صلاحهما وأنهى ذلك إلى الموعظة بموعود جزائه في الدنيا والآخرة أجمل الموعظة بتقوى يوم الرجعة إلى إحاطة أمره ليقع الختم بأجمل موعظة وأشملها ليكون انتهاء الخطاب على ترهيب الأنفس لتجتمع عزائمها على ما هو ملاك أمرها من قبول صلاح دينها ودنياها ومعادها من خطاب الله سبحانه وتعالى لها فختم ذلك بكمال معناه بهذه الآية كما أنها هي الآية التي ختم بها التنزيل أنزلت على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هو في الشكاية وهي آخر آية أنزلت على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في مقابلة
77 ( ) اقرأ باسم ربك ( ) 7
[ العلق : 1 ] الذي هو أول منزل النبوة و
77 ( ) يا أيها المدثر ( ) 7
[ المدثر : 1 ] الذي هو أول منزل الرسالة فكان أول الأمر نذارة وآخره موعظة تبعث النفس على الخوف وتبعث القلب على الشوق من معنى ما انختم به أمر خطاب الله سبحانه وتعالى في آية
77 ( ) مالك يوم الدين ( ) 7
[ الفاتحة : 4 ] انتهى - فقال تعالى : ( واتقوا يوماً ) أي في غاية العظم ) ترجعون فيه ( حساً بذواتكم كما أنتم في الدنيا ومعنى بجميع أموركم رجوعاً ظاهراً لا يحجبه شيء من الأسباب ولا يحول دونه عارض ارتياب ) إلى الله ( الذي لا يحصر عظمته وصف ولا يحيط بها حد ، فيكون حالكم بعد النقلة من الدنيا كحالكم قبل البروز إليها من البطن لا تصرف لكم أصلاً ولا متصرف فيكم إلا الله ويكون حالكم في ذلك اليوم الإعسار ، لأنه لا يمكن أحد أن يكافئ ما لله سبحانه وتعالى عليه من نعمه ، فمن نوقش الحساب عذب ؛ فإن كنتم تحبون المجاوزة عنكم هنالك فتجاوزوا أنتم عن إخوانكم اليوم ، وتصدقوا ما دمتم

الصفحة 543