كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 69
ما أحاط به علمه
77 ( ) قل إنما العلم عند الله ( ) 7
[ الملك : 26 ] وعن المنقطع كونه بحسب إحاطته بالكائن وسبحانه من النسيان
77 ( ) لا يضل ربي ولا ينسى ( ) 7
[ طه : 52 ] وعن الأتي بما هو الحق الواقع
77 ( ) فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين والوزن يومئذ الحق ( ) 7
[ الأعراف : 7 ، 8 ] والمبين الحق الذي لا يوهن بيانه إيهام نسبة النقص إلى بيانه ، والإنسان يتهم نفسه في البيان ويخاف أن ينسب إلى العي فيقصد استقراء البيان ويضعف مفهوم بيانه ضعفاً من منته ومفهوم بيان القرآن أضعاف أضعاف أنبائه وقل ما ينقص ع ن نظيره - انتهى .
وقال الإمام محمد بن عبد الرحمن المراكشي الأكمه في شرح نظمه لمصباح ابن مالك في المعاني والبيان ما يصلح أن يكون متناً وجملة وما تقدم شرحاً له وتفصيلاً قال : الجهة المعجزة في القرآن تعرف بالتفكر في علم البيان وهو كما اختاره جماعة في تعريفه ما يحترز به عن الخطأ في تأدية المعنى وعن تعقيده ، وتعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه لمقتضى الحال ، لأن جهة إعجازه ليست مفردات ألفاظه وإلا لكانت قبل نزوله معجزة ، ولا مجرد تأليفها وإلا لكان كل تأليف معجزاً ، لا إعرابها وإلا لكان كل كلام معرب معجزاً ، ولا مجرد أسلوبه وإلا لكان الابتداء بأسلوب الشعر معجزاً - والأسلوب الطريق - ولكان هذيان مسيلمة معجزاً ، ولأن الإعجاز يوجد دونه أي الأسلوب في نحو
77 ( ) فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا ( ) 7
[ يوسف : 80 ]
77 ( ) فاصدع بما تؤمر ( ) 7
[ الحجر : 94 ] ولا بالصرف عن معارضته ، لأن تعجبهم كان من فصاحته ، ولأن مسيلمة وابن المقفّع والمعري وغيرهم قد تعاطوها فلم يأتوا إلا بما تمجه الأسماع وتنفر منه الطباع ويضحك منه في أحوال تركيبه ويهان بتلك الأحوال ، أعجز البلغاء وأخرس الفصحاء ؛ فعلى إعجازه دليل إجمالي وهو أن العرب عجزت عنه وهو بلسانها فغيرها أحرى ، ودليل تفصيلي مقدمته التفكر في خواص تركيبه ، ونتيجته العلم بأنه تنزيل من المحيط بكل شيء علماً - انتهى .
وسيأتي إن شاء الله تعالى في أواخر العنكبوت ما ينفع ها هنا وأشار سبحانه في تهديدهم بقوله : ( فاتقوا النار ( كذا قال الحرالي ، وهي جوهر لطيف يفرط لشدة لطافته في تفريط المتجمد بالحر المفرط وفي تجميد المتمتع بالبرد المفرط .
وقال غيره : جسم لطيف مضيء حار من شأنه الإحراق ) التي وقودها ) أي الشيء الذي يتوقد ويتأجج به ) الناس والحجارة ( التي هي أعم من أصنامهم التي قرنوا

الصفحة 69