كتاب تتمة الأعلام - محمد خير رمضان (اسم الجزء: 1)

الممتازين بالإذاعة، تذاع تلاوته أسبوعيا مساء كل سبت. وانتقلت شهرته إلى إذاعات العالم كله.
وقد عيّن عام 1372 هـ قارئا لمسجد الإمام الشافعي، ثم قارئا لمسجد سيدنا الحسين خلفا لزميله الشيخ محمود البناء سنة 1406 هـ. كما عيّن نائبالعموم مشيخة المقارئ سنة 1402 هـ.
وكان له فضل في إنشاء نقابة محفظي وقرّاء القرآن الكريم. وتمّ انتخابه نقيبا للقراء سنة 1405 هـ.
وافته المنية بمصر يوم الأربعاء 21 ربيع الآخر، 30 كانون الأول (ديسمبر)، بعد أن سجل القرآن الكريم كله عشرات المرات بالقراءات السبع الصحيحة لكل الدول العربية والإسلامية والأجنبية، وذلك خلال رحلاته العديدة التي تجاوزت المائة رحلة حول العالم كله (¬1)!

عبد البديع السيد صقر (000 - 1407 هـ- 000 - 1986 م)
العالم، الداعية، المربّي.
من الروّاد الأوائل في التعليم بمنطقة الخليج قبل أن تقوم فيه وزارات للتربية والتعليم.
ولد أواخر الحرب العالمية الأولى في بلدة كفر صقر، التابعة لمركز أبو كبير في محافظة الشرقية بمصر من عائلة عربية معروفة، وكان متأثرا بوالده ورجال قريته من الفلاحين الذين عركتهم التجارب.
ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بكلية الآداب، وكان يقول بأنه لم يستفد منها سوى ورقة الشهادة الرسمية، وأفاد من كتب السيد رشيد رضا اللبناني، والأستاذ محب الدين الخطيب الدمشقي، إضافة إلى التزامه الإمام حسن البناء الذي عمل معه مدة طويلة
في المركز العام وفي إعداد الدعاة.
كان مجيؤه إلى قطر مديرا لمعارفها أول تنظيم للتعليم فيها، حيث ألفت لجنة للمعارف برئاسة الشيخ قاسم الدرويش ضمت عددا من أفاضل أهل البلاد.
ولما انتقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة من حاكم دبي الشيخ راشد المكتوم وحاكم الشارقة، أنشأ مدارس الإيمان ليسد ثغره غفل عنها الكثيرون بعد أن استغلّ هذا الفراغ المنصّرون، فقامت هذه المدارس بواجبها الإسلامي، وعلى الأخص أقسام الحضانة والإناث.
وقد حرص على أن يؤدي واجب الدعوة في بلده مصر بعد أن جال الأقطار والأمصار، وخلّف آثارا طيبة في الشرق والغرب، وأدركه القدر وهو عائد من محاضرة ألقاها في منطقة نائية، في شهر ربيع الآخر، الموافق لشهر ديسمبر (كانون الأول).
ويقول فيه زهير الشاويش، الذي ذكر صلته به قبل أربعين عاما من وفاته:
«لقد كان الأخ عبد البديع عنوان الصفاء في مظهره ومخبره، وسريع التأثر بالخير، مبادرا إلى فعل المكرمات، والوفاء بالوعد، والصدق في القول، والبذل لما في يده، مع الزهد والورع، وحسن العبادة، ونداوة التلاوة للقرآن الكريم، وكان رجاعا للحق بمجرد أن يتبين له من غير مكابرة ولا محاجة، وما وجدته- والله- إلا أمينا تقيا ناصحا لنفسه كما لغيره في زمن قل فيه الناصحون لأنفسهم فضلا عن غيرهم».
مؤلفاته:
بدأ التأليف أيام نشأته الأولى، فكتب عددا من الرسائل ثم أتلفها، ولم يخرج منها سوى رسالة «كيف ندعو الناس» التي جمع فيها خلاصة الدروس التي ألقاها في قسم إعداد الدعاة. كما شارك في كتب المعارف القطرية وله «الخطب والمواعظ» وفي مناسك الحج رسالة سماها «رحلة الحج وما يلزمها» ووضع حاشية قيمة على رسالة «الخطوط العريضة» وألف نقدا لبردة البوصيري، وعمل دليلا لجغرافية قطر، ورسم لها أول خارطة عربية بيّن فيها المواضع والأبعاد، ولم يكن لقطر قبلها سوى خرائط وضعها المستعمر لأغراضه الخاصة، وشارك في الإشراف على طباعة عدد من الكتب التي كان يأمر بطباعتها الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني وابنه الشيخ أحمد، والكتب التي تطبع لمعارف قطر (¬2).
وله أيضا:
- كيف ندعو الناس؟ .- ط 2.- الكويت: الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، 1403 هـ، 165 ص.
- شاعرات العرب (جمع وتحقيق).- بيروت: المكتب الإسلامي، 1387 هـ، 488 ص.
- التجويد وعلوم القرآن.- ط 9.- بيروت: المكتب الإسلامي، 1407 هـ، 157 ص.
- نساء فاضلات: صديقات وصحابيات- عابدات وصابرات- مصلحات وكريمات .. - القاهرة: دار الاعتصام، 1404 هـ، 176 ص.
- الوصايا الخالدة (جمع وتحقيق بالاشتراك مع مصطفى جبر).- الدوحة: مطابع العروبة، 1386 هـ، 259 ص.
- التربية الأساسية للفرد المسلم.- دبي: دار الأمّة، 1407 هـ.
- مختار الحسن والصحيح من الحديث الشريف (اختيار وتعليق).-
¬__________
(¬1) الأخبار 9/ 12/ 1988 م بقلم أحمد شعبان.
(¬2) المجتمع ع 798 (28/ 4/ 1407 هـ) ص 37 بقلم زهير الشاويش، وكتب فيه أيضا الشيخ معوض عوض إبراهيم بالمجلة نفسها ع 826 (25/ 11/ 1407 هـ) ص 41، وانظر البعث الإسلامي مج 31 ع 10 (رجب 1407 هـ) ص 89 - 92، والرسالة الإسلامية ع 81 ص 38.

الصفحة 266