كتاب معاني القرآن وإعرابه للزجاج (اسم الجزء: 1)
وجواب (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ) (قوله) (فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
و (هُدَايَ): الأكثر في القراءَة والرواية عن العرب (هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ)
فالياء في (وهُدَايَ) فتحت لأنها أتت بعد ساكن وأصلها الحركة التي هي الفتح
فالأصل أن تقول: هذا غلامِيَ قد جاءَ - بفتح الياءِ - لأنها حرف في موضع
اسم مضمر منع الِإعراب فألزم الحركة كما الزمت " هُوَ " وحذف الحركة
جائز لأن الياء من حروف المد واللين، فلما سكن ما قبلها لم يكن بد من
تحريكها فجعل حظها ما كان لها في الأصل من الحركة وهو الفتح، ومن
العرب من يقولون: " هُدَيً وعَصَى "، فمن قرأ بهذه القراءَة فإنما قلبت
الألف إِلى - الياءِ، للْيَاءِ التي بعدها، إِلا أن شَأنَّ يَاءِ الإضافة أنْ يُكْسر ما قَبْلَها، فجعل بدلَ كَسْرِ ما قَبلها - إِذْ كانت الألف لا يكسر ما قبلها ولا تكسر هي - قَلْبَها ياءً. وطَىءٌ تقول في هُدًى وعَصاً وأفْعًى وما أشبهَ هذا في الوقفِ هُدَيْ وعَصَيْ (وأفعى)، بغير إِضافة.
وأنشد أبو الحسن الأخفش وغيره من النحويين.
تبَشري بالرفْهِ والماءِ الروَى. . . وفرج منك قريب قد أتَىْ
وبعض العرب يجري ما يجريه في الوقف - في الأصل - مجراه في
الصفحة 118
531