كتاب معاني القرآن وإعرابه للزجاج (اسم الجزء: 1)

يقال عثا يَعثا عَثْواً وعُثُوًّا.
والعَثْوُ أشد الفساد.
* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
(فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ)
يخرج مجزوم وفيه غير قول:
قال بعض النحويين المعنى سَلْه وقل له أخرج لنا يخرج لنا هو
وقال في قوله تعالى: (وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا التي هِيَ أحسَنُ)
قالوا: المعنى قل لهم قولوا التي هي أحسن أن يقولوا.
وقال قوم: معنى (يخرج لنا) معنى الدعاء كأنَّه قال: أخرج لنا.
وكذلك (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة)
المعنى قل لعبادي أقيموا، ولكنه صار قبله (ادع) و (قل)
فجعل بمنزلة جواب الأمر.
وكلا القولين مذهب، ولكنه على الجواب أجود لأن ما في القرآن من
لفظ الأمر الذي، ليس معه جَازم - مَرفوع
قال اللَّه - عزَّ وجلَّ - (تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل اللَّه).
ثم جَاءَ بعد تمام الآية (يَغفِرْلكُم)
المعنى آمنوا باللَّه ورسوله وجاهدوا يَغفِرْ لكُم.

الصفحة 142