كتاب معاني القرآن وإعرابه للزجاج (اسم الجزء: 1)

وأقل قيمة، كما تقول، هذا ثوب مقارب، فأما الخَسيس فاللغة فيه أنه
مهموز، يقال: دنُوءَ، دَناءَةً، وهو دَنِيء بالهمزة، ويقال هذا أدْنا منه
بالهمزة
وقوله عزَّ وجلَّ: (اهْبطُوا مِصْرًا) الأكثر في القراءَة إثبات الألف.
وقد فرأ بعضهم " اهبطوا مصرَ فإن لكُمْ " بغير ألف، فمن - قرَأ مصرًا بالألف فله وجهان: جَائِز أنْ يراد بها مصراً من الأمصار لأنهم كانوا في تيه، وجائز أن يكون أراد مصر بعينها، فجعل مصراً اسماً للبلد.
فصرف لأنه مذكر سمي مذكراً وجائز أن يكون مصر بغير ألف على أنه يريد مصرًا كما قال عزَّ وجلََّّ:
(ادخُلوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِين) وإنما لم يصرف لأنه للمدينة فهو
مذكر سمي به مؤَنث.
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ).
(الذِّلَّةُ): الصغار، (الْمَسْكَنَةُ): الخضوع، واشتقاقه: من السكون.
إِنما يقال مِسْكين للذي أسكنه الفقر، أي قللَ حركته.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ)

الصفحة 144