كتاب معاني القرآن وإعرابه للزجاج (اسم الجزء: 1)
والقصَارة، وكذلك على كل من استولى على شيء ما استولى عليه الفِعَالة.
نحو الحِلاَقةِ والإمارَةِ.
والرفع في (غشاوة) هو الباب وعليه مذهب القُرَّاء
والنصب جَائز في النحو على أن المعنى: " وجعل على أبْصَارهم غِشَاوةً ".
كما قال اللَّه عزرجل في موضع آخر: (وختم على سمعه وقلبه وجعل على
بصره غشاوة).
ومثيله من الشعر مما حمل على معناه قوله:
يا ليتَ بعْلَكِ قد غَدا. . . مُتَقَلداً سيفاً ورمحا
معناه متقلداً سيفاً وحاملاً رمحاً.
ويرري غشوة، والوجه ما ذكرناه
وإنما غَشْوة رد إلى الأصل لأن المصادر كلها ترد إلى فَعْلة، والرفع والنصبُ في غَشْوة مثله في غِشَاوة.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)
عنى بذلك المنافقين،. وإِعراب (مِنْ) الوقف إلا أنهَا فُتِحَتْ لالتقاءِ
السَّاكنين سكون النون. من قولك مِنْ وسكون النون الأولى من الناس، وكان الأصل أن يكسر لالتقاءِ السَّاكنين، ولكنها فتحَت لثقل اجتماع كَسْرَتَيْنِ - لو كان (مِنِ النَّاسِ) لثقل ذلك.
فأما عن الناس فلا يجوز فيه إِلا الكسر لأن
أول " عن " مفتوح. و " مِنْ " إِعرابُها الوقف لأنها لا تكون اسماً تاما في
الصفحة 84
531