كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 1)

وقال أبو القاسم بن العطار:
مررنا بشاطى النهر بين حدائق ... بها حدق الأزهار تستوقف الحدق.
وقد نسجت كفّ النّسيم مفاضة ... عليه، وما غير الحباب لها حلق!
وقال محمد بن سهل البلخى، شاعر «الذخيرة» :
راقنا النهر صفاء ... بعد تكدير صفائه.
كان مثل السيف مدمى ... فجلوه من دمائه.
أو كمثل الورد غضّا ... فهو اليوم كمائه.
وقال القاضى التنوخى، شاعر «اليتيمة» :
أحبب إلىّ بنهر معقل الذى ... فيه لقلبى من همومى معقل!
عذب إذا ما عبّ فيه ناهل ... فكأنّه من ريق حبّ ينهل.
متسلسل فكأنّه لصفائه ... دمع بخدّى كاعب يتسلسل.
فإذا الرّياح جرين فوق متونه ... فكأنّها درع جلاه الصّيقل!
وقال مؤيد الدين الطّغرائىّ فى الغدير:
عجنا إلى الجزع الذى مدّ فى ... أرجائه الغيم بساط الزّهر.
حول غدير ماؤه المنتمى ... إلى بنات المزن يشكو الخصر.
لولاذه [1] الرّيح سموما به ... لانقلبت وهى نسيم السّحر.
حصباؤه درّ ورضراضه ... سحالة العسجد حول الدّرر.
وقد كسته الرّيح من نسجها ... درعا به يلقى نبال المطر.
__________
[1] كذا بالأصل. وفى ديوانه: «لو لاذت الريح الخ» وهو الصواب.

الصفحة 284