كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 1)

وإن تفكّرت فى قناطره ... وسقفه، بان حذق رافعها.
وان تبيّنت حسن قبّته ... تحيّر اللّبّ فى أضالعها.
تخترق الريح فى مخارمها ... عصفا فتقوى على زعازعها.
وأرضه بالرّخام قد فرشت ... ينفسح الطّرف فى مواضعها.
مجالس العلم فيه مونقة ... ينشرح الصدر فى مجامعها.
وكلّ باب عليه مطهرة ... قد أمن الناس دفع مانعها.
يرتفق الخلق من مرافقها ... ولا يصدّون عن منافعها.
ولا تزال المياه جارية ... فيها لما شقّ من مشارعها.
وسوقها لا تزال آهلة ... يزدحم الناس فى شوارعها.
لما يشاءون من فواكهها ... وما يريدون من بضائعها.
كأنّها جنّة معجّلة ... فى الأرض، لولا سرى فجائعها.
دامت برغم العدا مسلّمة ... وحاطها الله من قوارعها.
وقال عبد الله بن سلام: بالشام من قبور الأنبياء ألفا قبر وسبعمائة قبر؛ وقبر موسى بدمشق؛ ودمشق معقل الناس فى آخر الزمان.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال: من أراد أن ينظر إلى الموضع الذى قال الله عز وجل فيه (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)
فليأت النّيرب الأعلى بدمشق بين النهرين، وليصعد الغار فى جبل قاسيون، فليصلّ فيه فإنه بيت عيسى وأمّه. ومن أراد أن ينظر إلى إرم، فليأت نهرا فى دمشق يقال له بردى.
ومن أراد أن ينظر إلى المقبرة التى فيها مريم بنت عمران والحواريّون. فليأت مقبرة الفراديس.

الصفحة 343