كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 1)

وأما بست وما اختصت به
فيقال: إن هواءها كهواء العراق، وماءها كماء الفرات؛ ومن خصائصها الإجّاص الذى لا يوجد مثله فى غيرها. ويقال: إن من مات ببست مغفورا له فقد انتقل من جنّة إلى جنّة.
وأما غزنة وما اختصت به
فهى موصوفة بصحة الهواء، وجودة التّربة، وعذوبة الماء، وهى جبلية شمالية؛ ومن خصائصها أن الأعمار بها طويلة، والأمراض قليلة. قالوا: وهى أرض تنبت الذهب، ولا تولد الحيات والعقارب والحشرات المؤذية. ومنها خرج الأجلّاء الأنجاد من الرجال.
وقال أبو سعيد منصور زعيم جرجان: لم أر بلدة في الصيف أطيب، وفى الربيع أشبه، ومن الحشرات أنظف من غزنة. ثم قال: إن قلّة ثمارها من منافعها، لأن كثرة الثمار مقترنة بكثرة الأمراض. وقد وصفها صاحب كتاب «لطائف المعارف» فقال:
واها لغزنة إذ غدت ... للملك والإسلام دارا.
من كعبة قد أصبحت ... للمجد والعليا مدارا.
فى صدرها الملك الّذى ... قطب السّعود عليه دارا.
وقال أيضا فيها:
يا دار ملك نرى كلّ الجمال بها ... وأسعد الدهر تبدو من جوانبها.
كأنما جنّة الفردوس قد نزلت ... بأرض غزنة تعجيلا لصاحبها.

الصفحة 365