كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 1)

وقال أبو الصلت أميّة بن عبد العزيز، يصف قصرا بناه علىّ بن تميم بن المعزّ بمصر:
لله، مجلسك المنيف! فبابه ... بموطّد فوق السّماك مؤسّس.
موف على حبك المجرّة تلتقى ... فيه الجوارى بالجوار الكنّس.
تتقابل الأنوار في جنباته ... فاللّيل فيه كالنّهار المشمس.
عطفت حناياه دوين سمائه ... عطف الأهلّة والحواجب والقسى.
واستشرفت عمد الرّخام وظوهرت ... بأجلّ من زهر الرّبيع وأنفس.
فهواؤه من كلّ قدّ أهيف، ... وقراره من كلّ خدّ أملس.
فلك تحيّر فيه كلّ منجّم، ... وأقرّ بالتقصير كلّ مهندس.
فبدا للحظ العين أحسن منظرا، ... وغدا لطيب العيش خير معرّس.
فاطلع به قمرا، إذا ما أطلعت ... شمس الخدور عليك شمس الأكؤس.
فالناس أجمع دون قدرك رتبة، ... والأرض أجمع دون هذا المجلس!
وقال الوزير أبو سليمان بن أبى أميّة:
يا دار، آمنك الزّما ... ن خطوبة ونوائبه.
وجرت سعودك بالّذى ... يهوى نزيلك دائبه.
فلنعم مأوى الضّيف أن ... ت، إذا تحاموا جانبه.
خطر شأوت به الدّيا ... ر، فأذعنت لك قاطبه.
وقال أبو صخر القرطبىّ:
ديار عليها من بشاشة أهلها ... بقايا، تسرّ النّفس أنسا ومنظرا.
ربوع كساها المزن من خلع الحيا ... برودا، وحلّاها من النّور جوهرا.

الصفحة 411