كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 1)

أرى محرما فيه وليس بكعبة، ... فما ساغ إلا فيه خلع ثيابى.
بماء كدمع الصّبّ في حرّ قلبه ... إذا آذنت أحشاؤه بذهاب.
توهّمت فيه قطعة من جهنّم ... ولكنّها من غير مسّ عقاب.
يثير ضبابا بالبخار مجدّلا ... بدور زجاج في سماء قباب!
وقال آخر:
إنّ حمّامك هذا ... غير مذموم الجوار.
ما رأينا قبل هذا ... جنّة في وسط نار!
وأنشدنى جمال الدّين محمد بن الحكم لنفسه:
قالوا: نراك دخلت حمّاما، وما ... حلف الهوى يلتذ بالأهواء.
فأجبتهم: لم تكف أدمع مقلتى ... حتّى بكيت بجملة الأعضاء.
تم السفر الأوّل (نسخة ما هو مكتوب في آخر الأصل بخط المؤلف) نجز السّفر الأوّل من «كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب» على يد مؤلفه فقير رحمة ربه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم البكرى التيمى القرشى، عرف بالنويرى عفا الله عنه؛ ووافق الفراغ من كتابته في يوم السبت المبارك لعشر بقين من ذى القعدة عام إحدى وعشرين وسبعمائة أحسن الله تقضيه، وذلك بالقاهرة المعزية عمرها الله تعالى يتلوه إن شاء الله تعالى في أوّل السّفر الثانى «الفنّ الثانى في الإنسان وما يتعلق به» والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه، وآله وصحته وسلم آمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل!

الصفحة 416