كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 1)

رواه البخاري (106)، ومسلم (1)، والترمذي (2660)، وابن ماجه (31).
[3] وَعَنِ المُغِيرَةَ، قَالَ: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ؛ فَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
رواه أحمد (4/ 245 و 252)، والبخاري (1291)، ومسلم (4).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و(قوله: إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ) أي: إنَّ العقاب عليه أشَدُّ؛ لأنَّ الجرأةَ منه على الكذب أعظمُ، والمفسدةُ الحاصلةُ بذلك أشَدُّ؛ فإنَّه كذبٌ على الله، ووَضعُ شرعٍ، أو تغييرُهُ.
و(قوله: فَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ) أي: لِيَتَّخِذ فيها منزلًا؛ فإنها مقرُّه ومسكنه، يقال: تبوَّأَتُ منزلًا، أي: اتَّخَذتُهُ ونزلتُهُ، وبوَّأتُ الرجلَ منزلًا، أي: هَيَّأتُهُ له، ومصدره: بَاءَة ومَبَاءَة (¬1).
وهذه صيغةُ أمرٍ، والمراد بها: التهديدُ والوعيد، وقيل: معناها: الدعاء، أي: بوَّأَهُ اللهُ ذلك، وقيل: معناها الإخبارُ بوقوعِ العذاب به في نار جهنم، وكذلك القولُ في حديث عليٍّ الذي قال فيه: يَلِج (¬2) النارَ.
وقد روى أبو بكرٍ البَزَّارُ هذا الحديثَ من طريق عبد الله بن مسعود، وزاد: لِيُضِلَّ به (¬3).
وقد اغترَّ بهذه الزيادةِ أناسٌ ممَّن يقصدُ الخيرَ ولا
¬__________
(¬1) في هامش (م): جعلهما صاحب القاموس اسمًا كالبينة.
(¬2) في (ع) و (م): فليلج، وأثبتنا ما في صحيح مسلم والتلخيص.
(¬3) رواه البزار كما في كشف الأستار (209)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 144): رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.

الصفحة 114