كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 1)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقيل: إنه - عليه الصلاة والسلام - قال ذلك لقومه على جهة الاستفهام الذي يقصد به التوبيخ لهم، والإنكار عليهم، وحذفت همزة الاستفهام اتساعًا، كما قالت العرب:
لعمرك ما أدري وإني لحاسب ... بسبعٍ رميتُ الجمرَ أم بثمانِ (¬1)
وقال آخر (¬2):
رفوني (¬3) وقالوا: يا خويلد لم ترع ... فقلت: وأنكرت الوجوه هُم هُم
أي: أهم أهم.
وقيل: إنما قال ذلك على طريق الاحتجاج على قومه؛ تنبيهًا على أن ما يتغير لا يصلح للربوبية.
ومنها قوله لآلهتهم: {بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هَذَا} إنما قاله ممهدًا للاستدلال على أنها ليست آلهة، وقطعا لقومه في قولهم: إنها تضرُّ وتنفع. وهذا الاستدلال والذي قبله يتحرّر من الشرط المتصل، ولذلك أردف على قوله: بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم، قوله: فَاسأَلُوهُم إِن كَانُوا يَنطِقُونَ، وعند ذلك قالوا: لَقَد عَلِمتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنطِقُونَ فقَالَ لهم: أَفَتَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ الآية، فحقت كلمته وظهرت حجته.
¬__________
(¬1) القائل: هو عمر بن أبي ربيعة.
(¬2) هو أبو خراش الهذلي.
(¬3) في (ل) و (م): رموني. والمثبت من (ع) واللسان.
و"رفوني": سكَّنوني من الرعب.