كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 1)

زَادَ فِي رِوَايَة - فِي قِصَّةِ إِبرَاهِيمَ - قَالَ: وَذَكَرَ قَولَهُ فِي الكَوكَبِ: هَذَا رَبِّي وَقَوله لآلِهَتِهِم: بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هَذَا، وقوله: إِنِّي سَقِيمٌ.
رواه البخاري (3340)، ومسلم (194)، والترمذي (2436).
[147] وَفِي أُخرى: فَيَقُولُ إِبرَاهِيمُ: لَستُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ. إِنَّمَا كُنتُ خَلِيلاً مِن وَرَاءَ وَرَاءَ. وَفِيها: فَيَأتُونَ مُحَمَّدًا. فَيَقُومُ فَيُؤذَنُ لَهُ. وَتُرسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالاً فَيَمُرُّ أَوَّلُكُم كَالبَرقِ قَالَ: قُلتُ: بِأَبِي أَنتَ وَأُمِّي! أَيُّ شَيءٍ كَمَرِّ البَرقِ؟ قَالَ: أَلَم تَرَوا إِلَى البَرقِ كَيفَ يَمُرُّ وَيَرجِعُ فِي طَرفَةِ عَينٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ. تَجرِي بِهِم أَعمَالُهُم، وَنَبِيُّكُم قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يكون شكًّا من بعض الرواة، ويحتمل أن يكون تنويعًا، كأنه - عليه الصلاة والسلام - قال: إذا رأى ما بينهما، قدره راءٍ بكذا، وقدّره آخر بكذا، ويصح أن يقال: سلك بها مسلك التخيير، فكأنه قال: قدِّروها إن شئتم بكذا، وإن شئتم بكذا، وإن شئتم بكذا.
و(قوله: تجري بهم أعمالهم) يعني: أن سرعة مرّهم على الصراط بقدر أعمالهم، ألا تراه كيف قال: حتى تعجِز أعمال العباد، وشدّ الرجال جريهم الشديد، جمع رجل. وعند ابن ماهان الرحال بالحاء المهملة، وكأنه سُميت الراحلة بالرحل ثم جمع، يريد: كجري الرواحل، وفيه بعد.
والزحف مشي الضعيف، يقال: زحف الصبي يزحف على الأرض قبل أن يمشي، وزحف البعيرُ إذا أَعيَا فَجَرَّ فِرسِنَه (¬1). والكلاليب جمع كَلُّوب على فَعُّول، نحو
¬__________
(¬1) "فرسنه": أي: خفّه.

الصفحة 439