كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 1)

مُسَلَّمٌ، وَمَخدُوشٌ مُرسَلٌ، وَمَكدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. حَتَّى إِذَا خَلَصَ المُؤمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، مَا مِنكُم مِن أَحَدٍ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً لِلَّهِ، فِي استِقصاءِ الحَقِّ، مِنَ المُؤمِنِينَ لِلَّهِ يَومَ القِيَامَةِ لإِخوَانِهِمِ الَّذِينَ فِي النَّارِ. يَقُولُونَ: رَبَّنَا! كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ. فَيُقَالُ لَهُم: أَخرِجُوا مَن عَرَفتُم، فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُم عَلَى النَّارِ، فَيُخرِجُونَ خَلقًا كَثِيرًا. قَد أَخَذَتِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جمع الجمع. والركاب الإبل، ومخدوش مرسل، يعني تأخذ منه الخطاطيف حتى تقطع لحمه ثم يُخلّى، وبعد ذلك ينجو.
و(قوله: ومكدوسٌ في نار جهنم) روايتنا فيه (¬1) بالسين المهملة، وروي عن العذري بالشين المثلثة (¬2). ووقع في بعض نسخ كتاب مسلم: مكردس بدل مكدوس، وهي الثابتة في حديث أنس المتقدم (¬3)، وقد ذكر تفسيرها فيه. والكدس بالمهملة: إسراع المُثقل في السير، يقال: تكدّس الفرس؛ إذا مشى كأنه مثقل. والكُدسُ بضم الكاف واحد أكداس الطعام. ويحتمل أن يؤخذ المكدوس من كلّ واحد منهما. وأما الشين المعجمة، فالكَدش الخدش، عن الأصمعي، وهو أيضًا السوق الشديد، وكلاهما يصحّ حملُ هذه الرواية عليه.
و(قوله: فتحرم صورهم على النار) يعني صور المخرجين. وهذا كما قال فيما تقدم: حرّم الله تعالى على النار أن تأكل أثر السجود (¬4)، وآثار السجود تكون في أعضائه السبعة ولا يقال، فقد قال عقيب هذا: فيخرجون خلقًا كثيرًا قد
¬__________
(¬1) ساقط من (ع).
(¬2) في (ل): المعجمة.
(¬3) حديث أنس سبق برقم (148)، وليس فيه (مكردس) بل هي في حديث أبي هريرة رقم (147).
(¬4) سبق تخريجه برقم (145) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

الصفحة 448