كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 1)

[158] وَعَنِ النُّعمَانَ بنَ بَشِيرٍ؛ قَالَ: سَمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: إِنَّ أَهوَنَ أهل النَّارِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ؛ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخمَصِ قَدَمَيهِ جَمرَتَانِ، يَغلِي مِنهُمَا دِمَاغُهُ.
رواه أحمد (4/ 271 و 274)، والبخاري (6561 و 6562)، ومسلم (213)، والترمذي (2607).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقد يُورَد أيضًا على هذا المعنى، فيقال: هذا إثبات نَفع الكافر في الآخرة بما عمله في الدنيا. وقد نفاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله في حديث ابن جدعان الآتي: لا ينفعه (¬1)، وبقوله: وأمّا الكافر، فيُعطى بحسنات ما عمل في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم تكن له حسنة يجزى بها (¬2).
والجواب من وجهين؛ أحدهما: ما تقدم في بناء العام على الخاص. والثاني: أنّ المخفّف عنه لَمَّا لم يجد أثرًا لما خُفف عنه، فكأنّه لم ينتفع بذلك. ألا ترى أنه يعتقد (¬3) أنّه ليس في النار أشدّ عذابًا منه، مع أنّ عذابه جمرة من جهنّم في أخمصه. وسببه أن القليل من عذاب جهنّم - أعاذنا الله منه (¬4) - لا تطيقه الجبال، وخصوصًا عذاب الكافر. وإنما تظهر فائدة التخفيف لغير المعذّب، وأما المعذّب، فمشتغل بما حلّ به؛ إذ لا يخلَّى، ولا بغيره يتسلى، فيصدق عليه أنه لم ينتفع، ولم يحصل له نفع ألبتة، والله أعلم.
* * *
¬__________
(¬1) سيأتي تخريجه برقم (159).
(¬2) سيأتي تخريجه برقم (161).
(¬3) في (ع): ألا تراه يعتقد.
(¬4) قوله: (أعاذنا الله منه) ساقط من (ع).

الصفحة 458