كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 1)

فَأَقبَلَ بِيَدَيهِ وَأَدبَرَ، ثُمَّ غَسَلَ رِجلَيهِ إِلَى الكَعبَينِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الوجه في التيمم؛ لتساوي اللفظين في المحلين، ولم لا فلا (¬1)، ومذهب مالك رحمه الله وجوب عموم (¬2) مسح الرأس تمسكًا باسم الرأس، فإنه للعضو بجملته كالوجه، وتمسكًا بهذه الأحاديث، ثم نقول: نحن وإن تنزلنا على أن الباء تكون مبعضةً وغير مُبعضة، فذلك يُوجب فيها إجمالاً أزالَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بفعله، فكان فعله بيانًا لمجمل واجب، فكان مسحه كله واجبًا (¬3)، وسيأتي القول في حديث المغيرة الذي ذكر فيه أنه - عليه الصلاة والسلام -: مسح مقدم رأسه وعلى عمامته.
و(قوله: فأقبل بيديه (¬4) وأدبر) معناه: أقبل إلى جهة قفاه، والإدبار: رجوعُهُ إلى حيث بدأ، كما فسره حيث قال: فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه. وقيل: المراد: أدبر وأقبل؛ لأن الواو لا تُعطي رتبةً. وفي البخاري: فأدبر بهما وأقبل، وهذا أولى لهذا النص. وقيل: معنى أقبل: دخل في قبل الرأس، كما يقال: أنجدَ وأتهم: إذا دخل نجدًا وتهامةَ.
وقيل: معناه: أنه ابتدأ من الناصية مقبلاً إلى الوجه، ثم ردَّهُما إلى القفا، ثم رجع إلى الناصيةِ. وهذا ظاهرُ اللفظ. والإقبال والإدبار مسحة واحدة؛ لأنها بماء واحد، والمقصود بالرَّدة على الرأس: المبالغة في استيعابه.
و(قوله: ثم غسل رجليه إلى الكعبين) الكعب في اللغة: هو العظم الناشِز
¬__________
(¬1) المقصود: لمّا لم تكن كذلك في مسح الوجه في التيمّم، فلا تكون كذلك في مسح الرأس في الوضوء.
(¬2) ساقط من (ع).
(¬3) في (ع): فكان مسح جميع الرأس واجبًا.
(¬4) في (ع): بهما.

الصفحة 488