كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 1)
وَفِي أُخرى: وَصفُ الوُضُوءِ كُلِّهِ، يَذكُرُ المَضمَضَةَ وَالاستِنشَاقَ فيه.
رواه البخاري (257)، ومسلم (317)، وأبو داود (245)، والترمذي (103)، والنسائي (1/ 137).
[248] وَعَن عَائِشَةَ؛ قَالَت: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اغتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ دَعَا بِشَيءٍ نحو الحِلابِ، فَأَخَذَ بِكَفِّهِ، بَدَأَ بِشِقِّ رَأسِهِ الأَيمَنِ، ثُمَّ الأَيسَرِ، ثُمَّ أَخَذَ بِكَفَّيهِ، فَقَالَ بِهِمَا عَلَى رَأسِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
التمندل، وقال: لأن الوضوء نور، إذ لو كان كما قال لما نفضه عنه؛ لأن النفضَ كالمسح في إتلاف ذلك الماء.
و(قولها: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - تمضمض واستنشق في الغسل) متمسك لأبي حنيفة في إيجابه المضمضة والاستنشاق في الوضوء والغسل، وقد تكلمنا على ذلك في الوضوء، ولا متمسك له فيه هاهُنا؛ للاتفاق على أن هذا الوضوء في أول الغسل ليس بواجب، بل مندوب؛ ولأن المأمور به في الغسل ظاهر جلدِ الإنسان لا باطنه؛ لقوله - عليه الصلاة والسلام -: فاغسلوا الشعر وأنقوا البَشر (¬1)، والبَشر: ظاهر جلد الإنسان المباشِر.
و(قول عائشة: دعا بشيءٍ نحو الحلاب) روايتنا فيه: الحلاب، بكسر الحاء المهملة لا يصح غيرهًا، قال الخطابي: هو إناءٌ يسع قدر حلبةٍ، وقال غيره: إناء ضخم يحلب فيه، يقال له: المِحلب أيضًا، بكسر الميم، قال الشاعر:
صاحِ! هل رأيت أو سَمِعتَ براع ... رد في الضرع ما ثوى (¬2) في الحلاب
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (248)، والترمذي (106)، وابن ماجه (597) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(¬2) في (ل): ما قرّ.