كتاب طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (اسم الجزء: 1)

مُدَّة يدرس ثمَّ توجه إِلَى الرّيّ ثمَّ إِلَى نيسابور وَبنى لَهُ بهَا مدرسة وأحيى الله تَعَالَى بِهِ أنواعا من الْعُلُوم وَظَهَرت بركته على المتفقه وَبَلغت مصنفاته قَرِيبا من الْمِائَة ثمَّ دعِي إِلَى مَدِينَة غزنة من الْهِنْد وَجَرت لَهُ بهَا مناظرات عَظِيمَة فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى نيسابور سم فِي الطَّرِيق فَمَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة وَنقل إِلَى نيسابور فَدفن بهَا قَالَ ابْن خلكان ومشهده بِالْحيرَةِ ظَاهر يزار ويستجاب الدُّعَاء عِنْده وَقد تَرْجمهُ الْحَاكِم وَمَات قبله وَذكره ابْن الصّلاح فِي طبقاته
151 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْهَيْثَم القَاضِي أَبُو عمر البسطامي بِفَتْح الْبَاء الْحَاكِم بنيسابور وَشَيخ الشَّافِعِيَّة بهَا رَحل وَسمع بالعراق والأهواز وأصبهان وسجستان وأملى وَحدث وأقرأ الْمَذْهَب وَكَانَ فِي ابْتِدَاء امْرَهْ يعْقد مجْلِس الْوَعْظ والتذكير ثمَّ تَركه وَأَقْبل على التدريس والمناظرة وَالْفَتْوَى ثمَّ ولي قَضَاء نيسابور سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة فأظهر أهل الحَدِيث من الْفَرح والاستبشار والاستقبال مَا يطول شَرحه وَكَانَ نَظِير أبي الطّيب سهل بن مُحَمَّد الصعلوكي حشمة وجاها وعلما فصاره أَبُو الطّيب وَجَاء بَينهمَا جمَاعَة سادة وفضلاء توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَقيل سبع وَأَرْبَعمِائَة

الصفحة 191