كتاب طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (اسم الجزء: 1)

شَتَّى ثمَّ سكن بَغْدَاد وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق تفقه على أبي الْقَاسِم الصَّيْمَرِيّ بِالْبَصْرَةِ وارتحل إِلَى الشَّيْخ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ ودرس بِالْبَصْرَةِ وبغداد سِنِين كَثِيرَة وَله مصنفات كَثِيرَة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وأصول الْفِقْه وَالْأَدب وَكَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب وَقَالَ ابْن خيرون كَانَ رجلا عَظِيم الْقدر مُتَقَدما عِنْد السُّلْطَان أحد الْأَئِمَّة لَهُ التصانيف الحسان فِي كل فن من الْعلم وَذكره ابْن الصّلاح فِي طبقاته واتهمه بالاعتزال فِي بعض الْمسَائِل بِحَسب مَا فهم عَنهُ فِي تَفْسِيره فِي مُوَافقَة الْمُعْتَزلَة فِيهَا وَلَا يوافقهم فِي جَمِيع أصولهم وَمِمَّا خالفهم فِيهِ أَن الْجنَّة مخلوقة نعم يوافقهم فِي القَوْل بِالْقدرِ وَهِي بلية غلبت على الْبَصرِيين توفّي فِي ربيع الأول سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة بعد موت أبي الطّيب بِأحد عشر يَوْمًا عَن سِتّ وَثَمَانِينَ وَذكر ابْن خلكان فِي الوفيات لِأَنَّهُ لم يكن أبرز شَيْئا من مصنفاته فِي حَيَاته وَإِنَّمَا أوصى رجلا من أَصْحَابه إِذا حَضَره الْمَوْت أَن يضع يَده فِي يَده فَإِن رَآهُ قبض على يَده فَلَا يخرج من مصنفاته شَيْئا وَإِن رَآهُ بسط يَده أَي عَلامَة قبُولهَا فليخرجها فبسطها وَمن تصانيفه الْحَاوِي قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَلم يصنف مثله وَكتاب الْأَحْكَام السُّلْطَانِيَّة وَهُوَ تصنيف عَجِيب مُجَلد والإقناع مُخْتَصر يشْتَمل على

الصفحة 231