كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 1)

الأعلى أزواجهم أو ما سكت ايمانهم فانهم غير ملومين وهذه حجة عامة على قول العامة ودع عنك غيرة النساء فداء ليس له دواء قد أعجز الطباء وأعي ذوي العقول والآراء كما قيل
شيئان يعجز ذو الرياضة عنهما ... أمر النساء وأمرة الصبيان
ولا تذهب نفسك عليهم حسرات فان الضرورات وأنت القوام عليهن المتبوع وما ارتكبت بهذا التثليت الا المشروع لكن ان شفقت وتركت تنأوله فضله لقوله عليه الصلاة والسلام من رق لأمتي رق الله له هذا وكم قول آذى فاصبر لهن أن يتبع ملاذاً ولا تمل كل الميل فتقع في الشؤم والويل وحذار من العول عن منهج الصواب ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا بو الحساب
واياك والأمر الذي ان توسعت ... موارده ضاقت عليك مصادره
وهنيت بما منحته ولا سد عليك الباب الذي فتحته فلقد سلكت في طريق البلاغة مسلكاً عريباً وأخذت من مذاهب البراعة مذهباً عجيباً فلا مؤاخذة بهذه لأبيات الغريبات والفقرات ذوات المعاني الشاسعات فإذا ثبتت المصادقة تطلب المطابقة وأنت تعلم أن هذا طريق رفضناه وغبار نفضناه من مدة وافية والآن لا أزن بميزان العروض ولا القافية لكن لما جاءتنا قصيدتك السالفة في البلاغة مسلكي لاطناب والايجاز حركت مناظر فامن الآداب لما رأيت بواد بها مطابقة الأعجوز مع نظم الدرر الحسان التي لم يطمثهن أنس قبلكم ولا جان فاصخ لما قلنا ورتله ترتيلاً ولا تحد عن منهج الصواب تلا ان كنت تبغي للعلاء سبيلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً نساله سبحانه التوفيق إلى لزوم الطاعة والدخول فيها مع الجماعة والله سبحانه الهادي وعليه اعتمادي أنتهى فلما وصل إليه الجواب أجابه من غير ارتياب.
بقوله
اللؤلؤ فوق تيجان السلاطين ... أم اليواقيت قد لاحت على العين
أم الدراري على الزرقاء مشرفة ... بها أهتدي كل حيران ومشجون
أم البدور أنارت في دجنتها ... أم ذي شموس زهت فوق السماكين
أم ذي جباه حسان أم مباسمها ... أم ذي نطاق نضار فوق سطرين
أم ذاك نبت عذار أم لمى شفة ... أم أعين العيد أم ذا مسك دارين
أم ذي زهور ربيع في مواسمها ... أم ناضر النبت بزهو في البساتين

الصفحة 268