كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 1)
أم ذي قدود ملاح حين رنحها ... شرخ الصبا اذ تحست بنت زرجون
أم عطر غائبة أم نشر نسرين ... أم الصبا حملت عرف الرياحين
أم ذاك عطر شباب من مهفهفة ... تجلو هموم فتى بالعشق مفتون
أم بغية بعد يأس نالها دنف ... ودت له العز بعد الذل والهون
أم برء مضي سقيم الجسم ذي شجن ... وافى أحباه أم اطلاق مسجون
أم كل ما يفرح الأنسان رونقه ... أم غائب آب أم أنفاس مسكين
أم ذا جواب سؤال خطه قلم ... قد نظم الدر من بحر بسمطين
نظماً ونثراً فنون الشعر قد جمعا ... فاعجز أكل ذي نطق وتبيين
قد قاله حامد مفتي الورى وبه ... إلى سواء طريق الحق يهديني
أجابني بجواب منه قد طفحت ... بحاره مدد للنهر والعين
أثابني الدر عن مثل الحصا وأني ... بكل معنى رقيق فائق زين
أحلني فوق مقداري وشرفني ... اذ قد غدا فرد حرف منه يكفيني
أمده الله بالعمر الطويل مع ال ... عز المديد باقبال وتمكين
والعبد يطلب عفواً عن تطأوله ... اذ قابل الدر شعراً غير موزون
سيدنا المولى العلامة الألمعي والنقاد الأفضل اللوذعي الذي ورث العلوم كأبراعن كابر وشهدت بفضائله الطروس وأقرت الأقلام والمحابر وافتخرت دمشق بأبائه الأعاظم الأكابر وأنا ربهم شهاب الدين وقام عماده وأشرقت في الخافقين مآثرهم وظهر في الكون رشاده بدر سماء علماء الأعصار وغرة سماء بلغاء الأمصار وأيم الله انما سرحت حديد نظري في رياض قصيدتك الغرا ورويت رائدي فكري في حياض خريدتك العذارء زاد بها ولوعي وغرامي واشتد بها ولهي وهيامي وكلما وجهت قاصر نظري في ألفاظها ومعانيها وأجلت صاعد الفكر في مبانيا وجدتها قرة في عين الأبداع ومسرة في قالب الاختراع والحق أحق بالأتباع فالمتابعة على رفعة معالم العلم والأدب بعد اندراسها وتقوم راية البلاغة بتعديل أساسها ورد غريب الفضائل إلى مسقط رأسها وإزالة وحشتها بايناسها فكأنما عناها من قال
قصيدتك الغراء يا فخر دهره ... الذ من الماء لزلال لمن يظمى
فنروي متى نروي بدائع نثركم ... ونظماً إذا لم نرو يوماً لكم نظما
ولعمري لم أر سيدي الا أخذاً بأوابد اللسن تقودها حيث وردت وتوردها اني شئت وأردت حتى كادت الألفاظ تتسابق إلى سلك لمعاني وتغار
الصفحة 269
278