كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 1)
في الانثيال لأجفان المباني فالله يحرس ذاتكم المقدسة الكريمة ويمد في أنفاسكم العاطرة السليمة فقد شفيت بهذا الجواب من المسائل مريضاً عليلاً وأثلجت بسلسال درر ألفاظها من الفؤاد غليلاً والمسؤول من المولى أدام الله حراسته اكمال ما من به من تأهيد داعيه برفع مقامه وأنتصاره لأدبه بين أقرانه وأقوامه بأن يعطف عليه قلوب ساداته وأحبابه حتى يرجع زكاة أدبه إلى نصابه والدعاء وعلى هذا السؤال والجوال قرض أهل الفضل والآداب وأطالو في ذلك المقال فلا حاجة لذكره هنا لئلا يطول المجال وقد جمع لذلك العلامة الهمام حامد العمادي مفتي الشام في رسالة سماها عقيلة المغاني في تعدد الغواني ثم نعود إلى المترجم فنقول ومن شعره قوله
لئن قالوا قبضت يديك بخلاً ... ولم تنفق كالفلق الرجال
أقول لهم اخلائي ذروني ... فانفاقي على مقدار حالي
وقوله
طول الحياة حميدة ... ان راقب الرحمن عبده
وبضدها فالموت خير ... والسعيد أتاه رشده
وقوله سابكاً الحديث وهو خيار الناس أحسنهم قضاء وكتب به إلى مفتي دمشق المولى حامد العمادي المذكور
أيا شمس المعالي نلت خطاً ... من الله المهيمن والرضاء
ويا نحل العمادي من تباهى ... بك الاسلام فازددنا ضياء
عمادي أنتم والشكر دأبي ... وحمدي قد ملأت به الفضاء
أتاني منكم ما نلت فخراً ... به بالمدح منكم قد أضاء
وحليتم حديثاً قد عقدتم ... خيار الناس أحسنهم قضاء
فأجابه العمادي بقوله
أيا شيخاً لنا عزاً وفخراً ... ومنك العلم في الدنيا أضاء
حديثكم الصحيح النقل أحيى ... دمشق الشام فابتسمت ضياء
ودادي ثابت فيه عمادي ... واني حامد أبدي ثناء
واني قد سمعت الآن منكم ... خيار الناس أحسنهم قضاء
وللشيخ أحمد بن علي المنيني مخاطباً المولى حامد المذكور
أيا بدر المعارف والمعالي ... ومن في أفق جلق قد أضاء
بمجدك هذه الأيام تزهو ... ويكسي الكون والدنيا ضياء
الصفحة 270
278