كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 1)

وأصبح غرة في الفضل حتى ... من الجهل البسيط أزال ظلمه
ففي علم الحقيقة لا نظير ... وفي علم الشريعة فهو أمه
تعظمه الملوك وتفتديه ... وتخدمه لذلك أي خدمه
ونطلب اذ تكاتبه رضاه ... وعندهم له جاه وحرمه
وكيف وقد تحققت البريا ... بان هو المجدد دين أمه
لأحمد خير خلق الله طرا ... ليحيى شرعه ويبين حكمه
وتأليفاته في الناس شاعت ... وقد ملأت لأقطار ومهمه
إذا المولى يضاهي في علوم ... الا أقصر مضاهيه ومه مه
واني وهو أوتي من علوم ... من العلم اللدني خبر حكمه
أيا بحر العلوم فدتك روحي ... فكم أوضحت مسئلة مهمه
ومشكلة جرى فيها اختلاف ... كثيراً طال ما بين الايمه
كشفت نقابها وأزحت عنها ... غوامض بالمعاني المستتمه
جزاك آلهنا بالخير عنا ... وأوقع باغضيك بكل نقمه
فإبراهيم يرجو العفو منكم ... لعجز جمع وصفك لن أتمه
وعذراً سيدي اذ لست أهلاً ... فسامحني لأنت على همه
ودم أبداً بعون الله غوثاً ... مدى الأزمان في خير ونعمه
أمين
أمين بن محمد بن حسن بن علي القسطنطيني الأصل الدمشقي المولد الحنفي الشهير بابن الكمش أبو العون عز الدين الأمير الأديب المتفوق الفاضل الكامل الرئيس أحد أعيان الأمراء وحاجب الحجاب ولد بدمشق سنة ست وثلاثين ومائة وألف ونشأ بكنف والده وكان من أعيان الأمراء والرؤساء وصار رئيس الجأويشية بديوان دمشق في مبتدأ أمره وكان يعرف بابن الكمش بضم الكاف والميم وبعدها شين وهي الفضة باللغة التركية لقب به جده أبو والده لشدة بياضه واستوطن دمشق وتدبرها ونجب له بها أولاد منهم صاحب الترجمة ووالدته شقيقة والدة والدتي وقرأ القرآن العظيم وشرع بالأخذ والطلب وحبب إليه الاشتغال بالعلوم فأخذها وقرأ على جماعة منهم الشيخ علم الدين صالح بن إبراهيم الجنيني وأبو النجاح أحمد بن علي بن عمر المنيني والشيخ أبو الثنا محمود بن عباس الكردي وشيخنا فخر الدين خليل ابن عبد السلام الكاملي والشهاب أحمد بن محمد المعروف بالشامي والشيخ أسعد بن عبد الرحمن المجلد وسراج الدين عمر

الصفحة 274