كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 1)
مضطربُ الإسنادِ)). وكذلكَ ضعّفهُ الشافعيُّ (¬1) وغيرُه (¬2)، أي: كالبيهقيِّ (¬3) كَما حكاه عنهما في " النكت " (¬4) وصححه ابن المديني وغيره. وقالَ ابنُ عُيينَةَ - كَما قالَ في " الشرح " (¬5) -: ((لَم نجدْ شيئاً نشدُّ بهِ هَذا الحديثَ)) كَما حكاهُ عَنهُ أبو داود في " سننهِ " (¬6). وذكرهُ النوويُّ في " الخلاصةِ " في فصلِ الضعيفِ، وقالَ: ((قالَ الحفّاظُ هوَ ضعيفٌ؛ لاضطرابهِ)). وقال البيهقيُّ: ((لا بأسَ بهذا الحديثِ في هَذا الحكمِ)) (¬7) واللهُ أعلم.
قالَ شيخُنا: ((وأتقنُ هَذهِ الرواياتِ روايةُ بشرٍ، وروحٍ، وأجمعُها رواية حميدِ بنِ الأسودِ، ومنْ قالَ: ((أبو عُمرِو بنُ محمد)) أرجحُ ممنْ قالَ: ((أبو محمدِ بنُ عمرٍو))؛ فإنَّ رواةَ الأولِ أكثرُ، وقد اضطربَ منْ قالَ: ((أبو محمدٍ))، فوافقَ مرةً رواية الأكثرينَ، فقالَ: ((أبو عمرِو بنُ محمدٍ)) فتلاشَى الخلافُ)).
قلت: وقالَ الشيخُ في " النكت " (¬8): ((وقولهُم - أي الأكثرينَ -: عَن جدهِ أرجحُ - أي ممنْ قالَ عَن أبيهِ - وإن كانَ أحفظَ لوجهينِ: أحدُهما: الكثرة، والثاني: أنَّ إسماعيلَ بنَ أُميةَ مكيٌّ، وابنَ عُيينةَ / 170 أ / كانَ مقيماً بمكةَ))، واللهُ أعلم.
¬__________
(¬1) السنن الكبرى 2/ 271، والمعرفة 3/ 191.
(¬2) انظر: التمهيد 4/ 200، والمحلى 4/ 187، وتهذيب التهذيب 2/ 236.
(¬3) السنن الكبرى 2/ 271، والمعرفة 3/ 191.
(¬4) التقييد والإيضاح: 126.
(¬5) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 292.
(¬6) سنن أبي داود (690).
(¬7) السنن الكبرى 2/ 271.
(¬8) التقييد والإيضاح: 126.
الصفحة 528