كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 1)
وعبارةُ ابن حبانَ تنطبقُ على هذا بلْ على أعمِّ منهُ، فإنَّهُ قال - فيما نقلَ عنْ خطِّ شيخِنا -: ((العدلُ منْ لمْ يتقدّمهُ الجرحُ إذ الجرحُ ضدُّ التعديلِ، فمَنْ لم يُعرفْ بجرحٍ فهو عدلٌ حتى يتبيّنَ ضدُّهُ)) (¬1).
قولهُ: (تعريفٌ لهُ) (¬2)، أي: مطلقُ تعريفٍ حتى كأنّهُ قالَ: في الناسِ شخصٌ يُسمّى بكذا حدّثني بكذا، وأمّا التعديلُ فلا بدّ أنْ يُعرفَ فيهِ أنّهُ اختبرَ حالهُ اختباراً / 208أ / يكونُ مثلهُ صالحاً لأنْ يعرفَ بهِ (¬3) بواطنَ أمورهِ، ولم يرَ منها إلاّ حسناً جميلاً.
قولهُ: (بل ولو عدلهُ) (¬4) إلى آخرهِ، غيرُ منتظمٍ معَ ما قبلَهُ، فإنَّ الأولَ: في أنَّ مجرّدَ الروايةِ عنِ المبهمِ لا يكونُ تعديلاً، والثاني: في أنَّ تعديلَ المبهمِ لا يقبلُ؛ فالمحكومُ عليهِ وبهِ في كلٍّ منهما غيرُ ما في الآخرِ، وهو واضحٌ، ومرادُ الشيخِ -رحمهُ اللهِ -: أنّهُ إذا كان التصريحُ بتعديلهِ لم ينفعهُ كانَ الاقتصارُ على الروايةِ عنهُ أولى بأنْ لا ينفعَهُ، واللهُ أعلمُ.
قولهُ: (واختلفوا هل يقبلُ المجهولُ) (¬5).
قولهُ: (خبرةُ بعضٍ) (¬6) هو مبتدأٌ ضميرهُ (¬7) فاعلُ ((تعذرت))، التقدير: في كتبٍ من الحديثِ مشهورةٍ تعذرتْ خبرةُ بعضِ منْ ذكرَ فيها من الرواةِ في باطنِ الأمرِ.
¬__________
(¬1) الثقات 1/ 13، بتصرف يسير.
(¬2) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 349.
(¬3) ((به)) لم ترد في (ف).
(¬4) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 350.
(¬5) التبصرة والتذكرة (286).
(¬6) التبصرة والتذكرة (292).
(¬7) عبارة: ((مبتدأ ضميره)) لم ترد في (ف).