كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 1)

وليس في أهلِ الأهواءِ أصحُّ حديثاً منَ الخوارجِ، ثم ذكرَ عمرانَ بنَ حطانَ وأبا حسانَ الأعرج (¬1) ولم يحتجَّ مسلمٌ بعبدِ الحميدِ الحمانيِّ، إنّما أخرجَ لَهُ في المقدمةِ، وقدْ وثّقهُ ابنُ معينٍ)). (¬2) انتهى كلامُ " النكتِ ".
وما اعتذرَ بهِ لا يفيدُ سلامةَ القولِ بأنَّ الداعيةَ يردُّ فإنَّ توثيقَهُ لايخرجُهُ عن كونهِ داعيةً، وقولُ الشراةِ وهو جمعُ شارٍ، قالَ / 224أ / أهل اللغةِ: والشاري: واحدُ الشراةِ، وهمُ الخوارجُ، وإنما سمّوا بذلكَ لأنَّهُم زعموا أنهم شروا أنفسَهم منَ اللهِ، وقيلَ: لأنَّهُم ألجُّ الناسِ في مذهبِهم مِنْ شَرِيَ الرجلُ - بالكسرِ - في الشرِّ، إذا لجَّ فيهِ (¬3).
قولهُ: (وداود بن الحصين) (¬4)، أي: الأمويُّ مولاهم، أبو سليمانَ المدنيُّ، رَوَى عنهُ مالكٌ، وأخرجَ حديثهُ الجماعةُ قالُ ابنُ معينٍ: ((ثقةٌ))، وقالَ أبو
حاتم (¬5): ((ليسَ بالقويِّ، ولولا أنَّ مالكاً رَوَى عنهُ لتُرِكَ حديثُهُ))، وذكرهُ ابنُ حبانَ في " الثقاتِ " (¬6)، وقالَ: ((كانَ يذهبُ مذهبَ الشراةِ - يعني: طائفةً من الخوارجِ، قالَ - وكلُّ منْ تَركَ حديثَهُ على الإطلاقِ وَهِمَ؛ لأنَّهُ لم يكنْ بداعية)) وقالَ الساجيُّ (¬7): ((منكرُ الحديثِ، متهمٌ برأي الخوارجِ)) (¬8).
¬__________
(¬1) تهذيب الكمال 5/ 482 (5076).
(¬2) التقييد والإيضاح: 150، وانظر: الثقات لابن حبان 7/ 121، والجرح والتعديل 6/ 16.
(¬3) العين مادة ((شري))، والصحاح مادة ((شري)).
(¬4) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 359.
(¬5) في جميع النسخ الخطية: ((أبو زرعة))، والمثبت من الجرح والتعديل 3/ 388، وتهذيب التهذيب 3/ 163 - 164، والذي قاله أبو زرعة عنه: ((لين)).
(¬6) الثقات 6/ 284.
(¬7) في جميع النسخ الخطية: ((النسائي))، والمثبت من تهذيب التهذيب 3/ 164، والذي قاله النسائي عنه: ((ليس به بأس)).
(¬8) انظر: تهذيب الكمال 2/ 412 (1737).

الصفحة 660