كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 1)

إن نجا. فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المَسَكة، وأنا أذب عنه. قال: فأجلف رجل السيف فضرب " رجل " ابنه، فوقع وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط. قال: فقلت: انج بنفسك، ولا نجاء به، فوالله " مارُعْتَنى " عنك شيئا. قال: فهَبَرُوهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما. قال: فكان عبد الرحمن يقول: يرحمُ الله بلالاً، هبت أدراعي وفجعني بأسيريَّ.
قال ابن هشام: قتل أميةَ بن خلف معاذ بن عَفراء وخارجةُ بن زيد وخُبيب بن إسافٍ، اشتركوا فيه. وقال ابنُ إسحاق: قَتل ابنهُ عليَّ بن أمية عمَّار بن ياسرٍ. وهرب صفوان بن أمية يوم الفتح، وفي ذلك يقول خَناس بن قيس البلويُّ يخاطب امرأته فيما ذكر ابن إسحاق وغيره.
إنك لو شهدت يوم الخَندمه
إذ فرَّ صفوانٌ وفرَّ عكرمه
واستقبلتْنا بالسيوف المُسلمه
يَقطعن كلَّ ساعدٍ وجُمجمَه
ضرباً فلا تَسمع إلا غَمغمه
لهم نبيبٌ خَلفنا وهمهمه
لم تَنطقي في اللمِ أدنى كَلمَه
ثم رجع صفوان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشهد معه حُنيناً والطائف، وهو كافرٌ وامرأته مسلمة، وهي فاختةُ بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد بن الوليد. أسلمت يوم الفتح قبل صفوان بشهرٍ قاله داود بن الحُصين شيخ مالك، وأقرَّا على نكاحهما. وكان عُمير بن وهب قد اسْتأمن لصفوان رسول

الصفحة 107